منذ ان بعث المسيح عليه السلام رسولا الى بني اسرائيل وهو يتعرض - كما رسالته - للتشويه من خلال اكثر من 100 فيلم انتجها يهود هوليوود.. ومئات الكتب استماتوا ومن يسير في ركابهم من اجل تكوين صورة ذهنية كاذبة خاطئة تغاير الحقيقة.. وتضاد الواقع لدرجة انكار وجوده التاريخي.. والزعم بأنه مجرد اسطورة!! والذين حاولوا ان (ينصفوه) قالوا انه كاهن متصوف كان يدعو الناس للاستعداد ليوم القيامة!! (قصة الحضارة, ول دورانت). احدث طرح في هذا الاتجاه كتاب صدر باللغة الفرنسية بعنوان: (عيسى بعد عيسى - اصل المسيحية Jesus Aprses Jesus Lor&ine Du Christianity) لمؤلفيه: جيرار مورديلا, جيروم بريير حيث يركز المؤلفان في طرحهما على ان المسيحية فرع من اليهودية (انشقت عنه وتحاول عبثا ان تزدهر وتعطى ثمارا وترتب على هذا الانشقاق اضطهاد تلاميذ "حواريو" المسيح لليهود الذين رفضوا اعتناق الدين الجديد واعتبروا "رسائل" بولس - الذي سيأتي ذكره فيما بعد - منبع التحريض ضد اليهود ومعاداة السامية الى يومنا هذا)!! ومن خلال الاستعانة بمؤرخين واساتذة جامعيين وعلماء اللاهوت (الفقه) المسيحي, ومفسري الكتاب (المقدس) يهود ومسيحيون حاول المؤلفان دعم حججهما والتركيز على (الجذور المسيحية لمعاداة اليهود) وانقسام تلاميذ المسيح ودور خليفة المسيح تلميذه (بطرس) في تثبيت (الدين وفقا لتعاليم المسيح - عليه السلام - حتى ظهر (بولس) الذي يعتبره الكاتبان ومؤرخو المسيحية (المؤسس الحقيقي للمسيحية) بما توافر له من قدرات وامكانيات مع انه لم يلتق بالمسيح, ولم يكن احد (الحواريين) ونجح في تدويل المسيحية والزعم بانها رسالة لكل البشر بعد ان فشل مع اليهود الذين اصروا على ان (اليهودية لليهود الذين ينتمون الى شرائع موسى وان من يقبل اقواما آخرين ليس يهوديا)!! ومن خلال دراستي للديانتين اليهودية والمسيحية و(الكتاب المقدس, الذي يحتوي على العهد القديم كتاب اليهود "التوراة" التي بأيديهم واسفارا اخرى والعهد الجديد كتاب المسيحيين الذي ينتظم الاناجيل "الاربعة" لوقا, يوحنا, مرقص, متى, ورسائل "الرسل".. وقراءاتي المختلفة في الاديان السماوية والارضية وقبل ذلك وبعده ما ورد عن المسيح عليه السلام ورسالته في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. والسنة المطهرة استطيع التعليق على محتوى هذا الكتاب من منطلقين: الاول علاقة المسيح ورسالته ببني اسرائيل.. الثاني: دور "بولس" او الحبر اليهودي "شاؤول" الطرسوسي الذي اعتنق المسيحية ظاهرا ليحرفها من الداخل وينقلها من التوحيد الى الوثنية.. ومن رسالة خاصة باليهود الى العالمية!! كما سيأتي لاحقا. انني مع الكاتبين في اعتبارهما المسيحية بشكلها الحالي ديانة غير اصيلة وانها فرع من اليهودية لكنه فرع محرف لحاجة في نفس يعقوب تجاهلهما المؤلفان عن سابق اصرار وترصد وتصميم فالمسيح - عليه السلام - بعث الى بني اسرائيل فقط كما جاء على لسانه في الاناجيل "الاربعة" ومنها قوله: (إلى طريق امم لا تمضوا, وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل اذهبوا بالحرى الى خراف بيت اسرائيل الضالة) متى, الاصحاح 28/17-19, ولم يأت - عليه السلام - بشريعة جديدة بل امر اليهود ان يسمعوا ويفعلوا كل ما يقوله كهنة الشريعة الموسوية بقوله: (على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه) متى 37/1-2, وقوله: (لا تظنوا اني جئت لأنقض الناموس "الشريعة" او الانبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل) متى 17. ولقد تمسك الحواريون بعد المسيح بأن رسالة عيسى خاصة باليهود الذين غضبوا على بطرس "خليفة المسيح" لانه "دخل على غير اليهود وتكلم معهم" اعمال الرسل 11/1 الامر الذي اكدته دائرة المعارف البريطانية Encyclopedia Britannica بقولها ان حواريي المسيح وجهوا اهتمامهم انطلاقا من ان المسيحية "دين لليهود والمسيح احد انبياء بني اسرائيل الى بني اسرائيل" المجلد 5 ص 632.