في هذه الأيام التي تقيم فيها جدة مهرجان (كنا كدا) بمنطقة جدة التاريخية، أنقل للقارئ عدداً من النصوص الشعرية عن جدة للشاعر زمام، من كتاب (أبيات حجازية) الأعمال الكاملة للشاعر زمام. ويتكون الكتاب من أربعة دواوين، أكبرها ديوان (وشم قديم). وتقترب النصوص الشعرية عن جدة من ثلث هذا الديوان. وقد اخترتُ منها هنا ما له علاقة بالمنطقة التاريخية. يقول في مقطوعة «العروسة»: كُلّ مَا بَعَّدْتْ قَالَتْ لِي: تَعَالْ لِلْهَوَى وَ السِّحْرْ وَالْفَنْ وَالجَمَالْ التِّجَارَة وَالشَّطَارَة فْ دَمَّهَا وَالأنَاقَة وَالْوَسَامَة وَالخَيَالْ الْيَمَنْ وَالشَّامْ وُبَابْ مَكَّهْ.. وُكِيفْ تِجْهَلَ الْمَظْلُومْ وَالْعَلَوِي؟.. مُحَالْ هِيَّ يَا سَائِلْ عَرُوسَة مْسَتَّتَة اسْمَهَا جِدَّة.. وَلاَ تْعِيدَ السُّؤَالْ وفي مقطوعة «ماشي غريب» يقول: أَغِيبْ أغِيبْ يَا صَاحِبي وَارْجَعْ أرُوحَ الْخَاسْكِيَّة وُكَمَانْ لِسُوقْ قَابِلْ، في بَالي أشْتَرِي أغْلى هَدِيَّة مُو بِالْفُلوسْ، أغْلَى.. وَالذِّكْريَاتْ تِشْهَدْ عَلَيَّهْ إيشْ جَابْ لِجَابْ وَانَا غَرِيبْ في التَّحْلِيَة فَاقِدْ هَوِيَّة وفي مقطوعة «وسط البلد» يقول: وُلَفِّيتْ مِنْ زُقاقْ لِزْقاقْ وُبَابْ مَكّهْ وفي العَلَوِي جُمُوعْ تِتْبَعْ وَراها جْمُوعْ وُ زَحْمَة «يا جُزَرْ حَلَوِي» وُ فيها كُلّ سِحْنة وْ لُونْ وُ دَا حَضَرِي وُ دَا بَدَوِي قُمَاشْ أرْزاقْ عِطارَة فْصُوصْ وُ هاتِفْ عادي أو خَلَوِي وفي مقطوعة «تصبحي بالخير» يقول: يا عَجَبْ.. يا دِي المدينة، تِصْبَحي بِالخيرْ نامي.. يِكَفِّيكِي السّهَرْ في بحرِكِ المسْحُورْ كِيفْ مَعَ صُوتَ الأدَانْ، يُنْبضْ بِقَلبِكْ سيرْ؟ كمْ بَشَرْ، كمْ سَيَّاراتْ، في شَارِعِكْ طابُورْ! أما عن مولده فيها فيقول في مقطوعة «وشم قديم»: أنا اتْوَلَدْتْ زَيْ كَتيرْ في حارَةَ المَظْلُومْ أخَدْتْ مِنها الشَّهَامَة وَالعَفَافْ بِالْكُومْ حَتَّى بَلَغْتَ المناصِبْ، وَالزَّمَنْ ما يْدُومْ بَسَّ المَبادِئْ في قلْبي، وَشْمْ قَديمْ مَرْسُومْ وللأسف لا تتسع المساحة للمزيد. [email protected]