المتعوس هو: كهل آسيوي يقتعد بساطًا رثًّا بعد ظهيرة صلاة الجمعة، يبيع مساويك أراك مفلفلة، حيث يُقال إنها تفلفل مع الماء لتُباع أصلية (حرّاقة). خايب الرجا هو: الزبون الذي يتّجه لبسطات الجرجير، والكراث؛ ليزدرد غداه مخلوطًا باللبن، لانعدام أسنانه ولثته. المهم أنت حين تدفع خمسة ريالات لتشتري مسواكًا بريالين بشفقةٍ منك، تأخذ مسواكًا آخرَ، وتترك الريال المتبقي للمتعوس؟! الخبر الذي من إثارته تُصفِّق الخمس بالخمس، وتتيقن أن الرد الشهير للزعيم المصري التاريخي سعد زغلول: (مفيش فايدة)، هو أبلغ ما يُقال. وزارتا العمل، والشؤون الاجتماعية -بحسب ما نشرت الزميلة أحلام الزعيم بصحيفة مكة- لديهما ورش أعمال لمشروع توطين، وتشجيع السعوديين على بيع (المساويك)، كبداية للاقتصادات البديلة المعرفية للنفط، ومشتقاته. وزارة العمل من جهتها لم تنجح في توطين محلات الفواكه والخضار، فلا تاجر استفاد، ولا العاطل اشتغل، و(البنغالية) طوابير على بنوك تحويل الأموال! (11) مليار ريال قيمة تحويل هذه العمالة المتواضعة سنويًّا! ووزراة الشؤون الاجتماعية لم تُساعد المعاقين والكهول بما يجب، إلاّ أن الوزارتين اتفقتا على ترويج مساويك البلد، والتي من أين تُجلب؟! من جبالٍ، أو تلالٍ، أو سهولٍ؟ لا تعلم! لأنّها لا تستورد العيدان! قبيل سنوات اجتمع مجلس الشورى على قضية حماية أشجار الأراك من الانقراض.. يبدو أن الدراسة تجاهلتها الوزارتان. الحقيقة أن الوزارتين بمشروع الشفقة هذا تستحقان أن نوجه لهما سؤالاً واحدًا: هل هذا المشروع حقيقي، أم أن الزميلة أحلام الزعيم (تدّعي ذلك)، وتعمل لهزيمة شركات معاجين الأسنان، المستوردة من بلاد الفرنجة؟! اللهم إنّي لا أفهم.. والله لا أفهم!! Twitter:@9abdullah1418 [email protected]