من سفوح الجبال يجمعون بضاعتهم، وبين شعابها يبحثون بجهد عما يعتبرونه كنزهم الذي يتعاطون رزقهم من خلاله، ورغم المشاق والصعوبات والعقبات فإن «باعة المساويك» مصرون على إتمام أعمالهم كما كانت، وبالطريقة القديمة. دخيل الله الحربي، الذي تجاوز ال50 من عمره، يؤكد أنه يمارس هذه المهنة منذ 20 عاما: «أحرص على البحث عن أشجار الأراك المذكرة والتي تسمى «الحنش» ومن جذورها بيضاء اللون أقتطع المساويك». ويحرص الحربي على هذا النوع؛ لأنه يباع بسعر أغلى من غيره، فالمسواك الواحد من هذه النوعية يتراوح سعره بين 5 إلى 12 ريالا، مقابل ريال واحد أو نصف ريال للمساويك العادية. ويفيد محمد الهذلي أحد المتاجرين بالمساويك أن عملهم موسمي، يرتبط غالبا بأوقات معينة من العام، وعلى رأسها بطبيعة الحال شهر رمضان: « تصل مبيعاتي خلال شهر رمضان إلى نحو 10 آلاف ريال، بينما لا تتجاوز في بقية شهور العام أكثر من 1500 ريال». ومن جانب آخر يشير فهد الحارثي إلى أن أحد أسباب اختياره المتاجرة بالمساويك من خلال جلبها من بيئتها، هو سهولة هذا العمل واستمتاعه به، فعملية البحث تضفي على هذه التجارة جانبا من المتعة: «كل يومين أتوجه إلى جبال مكة حيث المواقع التي تكثر فيها أشجار الآراك من نوع البشام، وأستقطع ما يكفي زبائني». ويؤكد «معظم المشترين من الزوار الذين يرغبون في نقل بعض من آراك مكة إلى أحبائهم بعد عودتهم». ويفصل صالح الفضلي الخبير بهذه المهنة أنواع المساويك مشيرا إلى وجود نوع بارد وآخر حار، وبالطبع فإن الناس يفضلون الأنواع الباردة. ولدى الفضلي ريبة تجاه المنافسين الجدد، ومن بينهم شركات تقوم بالترويج للمساويك «الطبية» والتي تأتي مغلفة ومنكهة بنكهات عديدة، وتباع عبر الصيدليات. ولكن رغم ذلك يؤكد الفضلي: «الزبائن يستخدمون مساويكنا أكثر مما يستخدمون المساويك الجديدة، فهم يثقون بنوعية المساويك التي نجلبها».