أساءت إيران التي تدِّعي الإسلام زورًا وبهتانًا إلى نفسها؛ قبل إساءتها للمملكة العربية السعودية، بالاعتداء الغاشم غير المُبرَّر على سفارتنا بطهران وعلى قنصليتنا بمدينة مشهد، وحرق أجزاء من السفارة، والعبث بمحتوياتها، وترويع العاملين فيها من الدبلوماسيين السعوديين، وقطع الكهرباء عنهم، وما صاحبه من الطغيان والظلم والعدوان لهذه الدولة الجاحدة لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تُحرِّم الاعتداء، أو الهجوم، أو المساس بالسفارات ومنسوبيها، أو العبث بمحتوياتها، ولكن حال إيران يخالف كل تقاليد الدبلوماسية الدولية كما نصت عليه اتفاقية جنيف واتفاقية فيينا في حماية السفارات، التي تُمثِّل دولًا ذات سيادة واستقلالية، والتي تعتبر السفارات جزءًا من أراضيها، ولا يحق لكائنٍ مَن كان المساس بهذه الممتلكات، أو للعاملين فيها حسب العرف الدبلوماسي الدولي. لقد استخدم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- التوقيت المناسب لقطع العلاقات مع إيران بعد أن نفد صبره وطال تحمّله لما تقوم به إيران من تجاوزات تجاه شرع الله، ومخالفتها لما تم تطبيقه بحق فئات ضالة مجرمة تحاد الله ورسوله، ويسعون في الأرض فسادًا، وما أقدمت عليه إيران من تصرف غير لائق على مرأى ومسمع من دول العالم، حيث استهجن واستغرب المجتمع الدولي من مثل هذه التصرفات اللامسؤولة تجاه سفارة المملكة ومنسوبيها، وكتبت حول هذا التصرف الأرعن معظم صحف العالم الموثوقة والمقروءة من قِبَل الملايين. لم تقف قرارات مليكنا المفدى على قطع العلاقات الدبلوماسية فقط، بل تعدَّى ذلك إلى وقف جميع أوجه التعاون التجاري، فلا تصدير ولا استيراد من إيران، وكذلك وقف جميع رحلات الخطوط السعودية من وإلى إيران، وعدم السماح لإيران باستخدام أجواء المملكة في تسيير رحلاتها الجوية، وغيرها من القرارات الحاسمة التي أذهلت الملالي، وأدخلتهم في دوامة كبيرة، حيث شعروا بعظم الكارثة التي ارتكبوها تجاه دولتنا المسالمة، والتي هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. تاريخ إيران الأسود تجاه الإسلام والمسلمين معروف عبر التاريخ، يتمثّل في قتل وتدمير وتشريد الآمنين، ونشر الفكر الضال في بلاد المسلمين، وإثارة القلاقل والفتن، ومحاربة الله ورسوله بإيواء المفسدين في الأرض، وتقديم العون والحماية للخارجين على القانون، ومعارضة تطبيق شرع الله فيمن يُحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فسادًا، ويُظهرون خلاف ما يُبطنون، ويدّعون بأنهم حريصون على حقوق الإنسان، وضد القتل والتدمير، وهم على العكس من ذلك، فإيران من أكثر دول العالم انتهاكًا للحرمات، والقتل والتشريد، وزعزعة الأمن في معظم دول العالم الإسلامي. وأخيرًا.. إذا ما أصرّ حُكَّام إيران على استمرار بغيهم وعدوانهم على أمة الإسلام والمسلمين، فنسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يجعل الدائرة عليهم، وأن يعمّهم بعذابٍ شديد بما كانوا يصنعون. [email protected]