في أوروبا انطلقت حملة تَوعَوية تنادي بالتوقف عن تحويل (السّذج والحمقى) إلى مشاهير؛ من خلال كثافة متابعتهم عبر برامج ومواقع التواصل الحديثة! الظاهرة كنتُ أعتقد أنها عندنا (فقط)؛ فإذا هي أزمة مجتمعية عامة، وقد أحسنت (صحيفة الرياض) عندما بَثّت الأسبوع الماضي تقريراً ناقش أسباب وأبعاد تلك الظاهرة في مجتمعنا!! فالمتابع لإفرازات الإنترنت وبرامجه التفاعلية المختلفة، لاسيما المَرئية ك (سناب شات، واليوتيوب، وانستقرام) وغيرها، سيجد أن هناك مجموعة مِن أولئك الذين لا يملكون حقيقة (أيَّ شيء) يُقَدمونه، إلى (شَيءٍ) يتابعه الألوف من الناس، بل مئات الألوف، وتتنافس عليه شركات الدعاية! تلك المجموعة فريقُ منها يمتلك بعض الطّاقَات؛ ولكن فَرّغَوها سلبياً بحثاً عن لَفْتِ الأنظار؛ فأدواتهم وبضاعتهم (التهريج، والمقاطع الشامتة بالغير، أو المستهزئة بهم، وأحياناً السخرية من الآخرين، وبعض العادات والقِيَم، وحتى الوصول لمحطة النّيْل من المُسَلمَات والثوابت الدينية)؛ لما يتصفون به من جهلٍ بالواقع والعَواقِب؛ ولِمَا وجدوه من مساحة واهتمام! بعض أولئك أصبحوا يُنَظّرِون ويُحلّلون، ويزعمون أنهم بتفاهاتهم يُقدِّمون الدروس والنظريات والنصائح التربوية، والخطير هنا أن مِنهم مَن غَدا وأمسى رمزاً وقدوة يُؤثِّر بالناشئة، يبحثون عنه ويُطَاردونه أَنَّى ذَهَب. وهنا السماح بانتشار تلك (الثقافة المهترئة)، والترويج لها ولخطابها (السمِج)، وكذا قيام بعض المؤسسات برعايتها طلباً للإعلان التجاري، يُهدّد مستقبل ولُغَة وسُلوكيات شبابنا من الجِنْسَين! فلابد من حملة مشابهة لتلك التي تدور رحاها في أوروبا تعمل على الحَدّ من سيطرة هؤلاء على عقول وقلوب أبنائنا! وتلك أراها مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام في قسمها المشرف على التقنية، كما أنّ على المتخصصين من علماء الاجتماع أن يَدرسوا تلك الظاهرة ويُحَلِّلوها، ثم يضعوا خطة مُمَنهجة لمواجهتها؛ واستثمار مواهب بعض رموزها بصورة إيجابية تخدم دينهم ووطنهم ومجتمعهم؛ أما أهم الأسلحة لمواجهتها فَوَعْيُنَا بخطورتها، وتوقفنا التام عَن صناعتها!. [email protected]