وضع العرب الحالي غير مطمئن .. لا يوجد نظام عربي موحد ولكن يوجد نظام إيراني فارسي طائفي واحد .. العرب مجموعة أنظمة ودول كل منها يغني على ليلاه .. لا جامعة الدول العربية وحدت كلمتهم ، ولا المهانة المعاناة اليومية التي يعانيها الفلسطينيون على أيدي الدولة الصهيونية أدت إلى توحيد صفوفهم .. بل حتى الكيان الخليجي لازال بحاجة في توحيد مكوناته السياسية والإقتصادية والتعليمية والعسكرية ، وأما المكون المغربي فقل عليه السلام حيث عجزت أكبر دولتين فيه عن حل خلافاتهما الثنائية على قضية حدودية . اليسار العربي ، من قوميين عرب وناصريين وبعثيين وغيرهم عجزوا عن توحيد النظام العربي وتلاشوا.. إلا أن الإسلام السياسي نجح في زيادة تمزيق العرب وأدخلهم في دوامة القاعدة وداعش والإخوان وغيرها من المسميات التي تقاتل بعضها بعضاً وتسيل دماء العرب في أكثر من وطن عربي ، وركب موجة ما سمي بالربيع العربي ، وعجز عن خلق أي كيان يحقق أي ضمان بوحدة العرب علماً بأنه لا يؤمن بالعرب بل إنه عابر للحدود الهشة ولا يستطيع حتى الاتفاق فيما بينه على برنامج موحد . الأمل الآن عاد من جديد في مكون عربي ترتفع به هامات العرب أمام التحدي الدولي المتمثل في عدوان تتعرض له الدول العربية أداته إيران وأحلامها في إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية العائدة من ما قبل الجاهلية .. وهذا الأمل تمثل في ( عاصفة الحزم ) التي تكاتف العرب فيها ، ولأول مرة ، في عمل عسكري يستهدف وقف الزحف الفارسي على بلادهم الذي امتد من العراق إلى سوريا ولبنان إلى اليمن .. يجب دعم هذا الحلف العربي وتحويله إلى حلف قوي يخدم الوطن العربي ويحميه من العدوان . لن تنحرف مسيرة الصمود طالما كانت السعودية بقيادتها الحازمة تتولى أمرها .. إلا أن المطلوب تحالف سياسي اقتصادي يضم الدول المشاركة في التحالف العسكري وفي المقدمة الكيان الخليجي ، وعلى رأسه السعودية ، ومصر ، أكبر دولة عربية .. تحالف يقنع كافة المشاركين فيه بأن مصيرهم واحد ، وأن الإتفاق النووي فيما بين أمريكاوإيران وبالشكل الذي تم به ليس سوى اتفاق سياسي يستهدف العرب بالدرجة الأولى ، وأن دخول تركيا الأخير ضمن التحالف الدولي ضد داعش والنظام السوري إنما هو مسعى تركي لتحقيق مصالح تركية ، شعرت أنقرة بأن الإتفاق الأمريكي – الإيراني الأخير سيؤدي إلى استبعادها من تقاسم ( الكعكة العربية ) التي يجري الطبخ لتوزيع النفوذ فيها لصالح أكثر من دولة كبرى ( ضمن الخمسة زائد واحد) وكذلك لمصلحة دولتين إقليميتين هما إسرائيل وإيران . مطلوب استراتيجية للتحالف العربي بقيادة السعودية يؤدي لوقف النزيف الحالي للعرب ، وتحجيم المصالح الإقليمية والدولية ، وأخذ مبادرات تحمي ما تبقى من الكيانات العربية قائماً ، وإعادة معالجة جراح ماتفكك منها .. وهذه مهمة صعبة تتطلب جهوداً كبيرة ، وليست مستحيلة . [email protected]