سيطرت العملية العسكرية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية بمشاركة عدد من دول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن، على مداخلات جلسة الشأن العام التي عقدها مجلس الشورى أمس، كأول جلسة تعقدها المؤسسة البرلمانية بعد بدء تلك العملية. وأجمع عدد من أعضاء الشورى الذين تحدثوا تحت القبة أمس، على وصف القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ب"الشجاع"، فيما دعا عضو المجلس الدكتور عبدالله الجغيمان، المؤثرين إلى عدم تلويث الراية البيضاء لهذا العمل العسكري النبيل، بالطائفية. وقال عضو المجلس الدكتور عبدالله الناصر إن هذه العملية الوطنية المخلصة جاءت بعد فترة طويلة من المهانة والمذلة نتيجة سيطرة الإيرانيين على عدد من الدول العربية. وأضاف الناصر بالقول إن عملية عاصفة الحزم التي بدأت ليلة الخميس الماضي ستغير من المجريات السياسية داخل منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديدا، لافتا إلى أن هذا العمل العسكري "كسر شأفة الإيرانيين في المنطقة". ومن وجهة نظر عضو الشورى عبدالله الناصر فإن الإيرانيين والصهيونية العالمية هما عنصرا الخطر الحقيقي على المنطقة العربية، مبينا أن العلاقة الفارسية- اليهودية ممتدة وتاريخية منذ عقود. ولم يفت الناصر توجيه انتقادات لاذعة إلى إيران، إذ قال إنها تلبس عباءة الدين وهي العدو الحقيقي له، مؤكدا أنهم يفكرون بعقل "فارسي مجوسي"، سواء كان في اليمن أو غيرها من الدول التي عانت من تدخلاتهم مطولا. وركز عضو الشورى في مداخلته على الالتفاف الشعبي الكبير الذي لاقته خطوة الملك سلمان بن عبدالعزيز، محليا وعربيا وإسلاميا. وقال في هذا الإطار "لم تلتف الأمة في تاريخها منذ أحداث 1973 أيام الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، كما هي ملتفة الآن حول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز"، مؤكدا أن قرار عاصفة الحزم رفع عباءة العرب وتاريخهم ومجدهم. وحملت مداخلة لعضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله الجغيمان تلميحات دعا من خلالها المواطنين الشيعة إلى نبذ الحوثيين والتنديد بأفعالهم، كما سبقهم على ذلك السنة في حالتي داعش والقاعدة. وقال الجغيمان "نحن والشيعة أبناء وطن واحد وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.. وما يجمعنا معهم أكثر مما يجمعهم مع دول إقليمية أخرى وبالذات إيران"، مضيفا بالقول "على الجميع أن يعي أن أي تحرك سعودي ضد هذه الجماعات ليس ضد الشيعة وإنما ضد الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن المنطقة وإثارة الفوضى.. من الواجب علينا كما دنّا القاعدة وداعش ندين الحوثيين ومن ماثلهم في العراق وسورية وغيرهم.. هذا واجب وطني على الجميع سنة وشيعة.. ومحاربة الحوثيين واجب السنة والشيعة، كما هو الحال مع محاربة داعش والقاعدة". فيما لم يفت الجغيمان أن يدعو الكتاب والخطباء والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي أو الوسائل التقليدية، إلى أن يركزوا في طرحهم على أهداف الحملة، مطالبا إياهم بالابتعاد التام عن أي إثارة طائفية حتى لا تلوث الراية البيضاء وراية الشرف التي رفعتها عاصمة الحزم للقضاء على التطرف، أيا كان نوعه.