كشفت الأعمال الإرهابية الأخيرة التي أحبطتها بحمد الله قوات الأمن السعودي وكان آخرها الخميس الماضي عندما حاول الإرهابي عبدالله فهد عبدالله الرشيد تفجير نفسه أمام نقطة تفتيش أمنية بالقرب من سجن الحائر بالرياض، بعد أن تمكن من قتل خاله العقيد راشد الصفيان ، وتبنّى تنظيم «داعش» العملية الإرهابية ، كما تم إحباط مخطط آخر في الطائف وقتل الإرهابي المطلوب يوسف شباب الغامدي وضبط 3 من أشقائه المشتبه بانتمائهم للتنظيم . وكانت العمليات الإرهابية التي طالت المساجد في كل من المملكة والكويت محاولة فاشلة لشق صف ووحدة المسلمين في أوطانهم وخلق النزاعات الطائفية ، استخدم فيها التنظيم كل الوسائل لتنفيذ مخططاته بما فيها تجنيد الأطفال والنساء خاصة من العناصر غير المطلوبة أمنيًا. ولكن يبقى السؤال: كيف يصل هؤلاء المغرر بهم إلى سيطرة تنظيم «داعش» ؟ والإجابة في الغالب تكون عبر الحدود التركية الممتدة على مساحات شاسعة مع كل من سورياوالعراق ، حيث يلتحق هناك بجماعات تنقله إلى مدينة عين العرب أو كوباني أو غيرها من الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا أو العراق. تجنيد نساء وأطفال وقد أدت الملاحقات المستمرة من قبل أجهزة الأمن السعودية لعناصر خلايا الجماعات المتطرفة الى الانتباه لوجود عدد من النساء ممن ينتمين الى الفئة الضالة، وقد رصدتهم أجهزة الأمن بعد محاولات ما يسمى بنسوة القاعدة التمدد منذ مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، كما كشفت التحقيقات والملاحقات الأمنية عن وجود عدد من الأطفال ممن تورطوا فى عمليات اغتيال، واتضح تماما كيف تستغل داعش الأطفال من اجل نشر أفكارها الإرهابية. ولن يكون الأمر مفاجئا عندما تشاهد أطفالا فى داعش دون الخامسة عشرة وهم يقطعون رؤوس ضحاياهم، أو يشاركون في حروب الشوارع والعصابات، أو يمسكون بالبنادق أو يجلدون الأسرى في قسوة ويبثون عبر مقاطع للفيديو تهديدًا ووعيدًا لكل من يفكر في محاربة داعش أو الاقتراب منها. وفي الغالب يتم البدء في تجنيد الأطفال باستخدام الطرق التي تجذبهم مثل تأمين بعض الأنشطة الترفيهية والألعاب، ثم يبدأ الإرهابيون في الدخول للمدارس وتنظيم الندوات والمؤتمرات داخلها ويكون موضوع الحرب ضد «الكفار» وأهمية القتال هو العنوان الرئيس لمثل هذه الندوات والمؤتمرات. كما تنتشر عمليات التجنيد في داخل المساجد حيث يعلم الداعشي الأطفال أن باستطاعتهم القتال وأن مستقبلهم سيكون أفضل إذا ما انخرطوا في قتال «الكفار». كما يتم تنظيم دورات خاصة تحت اسم دورات الأشبال وذلك للتأثير في الأطفال وتغيير طريقة تفكيرهم. وتلقى مثل هذه الدروس الدينية والدورات تجاوبًا كبيرًا من الأطفال والشباب نظرًا لصغر سنهم وحماسهم وعدم استطاعتهم التفكير بشكل ناضج. غير أن لتجنيد الأطفال أيضًا وسائل أخرى منها الخطف ومنها شراء الأطفال من الأسر الفقيرة والعاجزة. وبعد أن تتم عمليات الشراء يجبر مقاتلو داعش الأطفال على تناول حبوب مضادة للقلق وهي حبوب يقول الأطباء إنها تصيب الانسان بحالة من فقدان الإدراك والاستسلام العقلي فيمكن لمن يتلقى تعليمات بتفجير نفسه عن طريق حزام ناسف مثلا أن يفعل ذلك دون تفكير. وشهدت مناطق سورية كالميادين والبوكمال بالريف الشرقي لدير الزور وتتبع إحداهما ل «ولاية الخير» والأخرى ل «ولاية الفرات»، افتتاح تنظيم داعش مكاتب أسماها مكاتب «أشبال الخلافة». ويسعى التنظيم لحث أولياء الأمور والأهالي على إرسال أبنائهم إلى هذه المعسكرات، ويقوم التنظيم فيها، بإخضاع الأطفال لدورتين «شرعية وعسكرية». شروط الهروب إلى جحيم «داعش» ويشترط تنظيم داعش الإرهابي الكتمان العام بحيث لا يخبر الهارب أحدا من أقاربه، والاهتمام بالأمن عند السفر ومحاولة تجنب السفر المباشر، بل محاولة الذهاب عن طريق عدة دول. وتحكى بعض الروايات عن تفاجؤ الأب أو الأم بانضمام الابن أو البنت الى تنظيم داعش عن طريق الهرب، الأمر الذى يضع الجميع وخاصة الأسرة فى مشكلة وحيرة كبيرة، وبجانب التصدى الأمنى الفعال الذى تقوم به قوات الأمن السعودية لمنع حالات الهرب ومواجهة الارهاب والفكر الضال بكل قوة، فإن هناك تكتيكات أخرى تساعد على منع التواصل بين داعش والارهابيين، ومنها مراقبة مواقع الانترنت التى تتم من خلالها عمليات التجنيد وغسل مخ الشباب، فطبقا للمعلومات الأخيرة فإن داعش يعمل على تطويع الانترنت لخدمة اهدافه الخبيثة واستقطاب المزيد من الاعضاء، فالتنظيم يرفع يوميا 300 ساعة تصوير على «يوتيوب»، ويؤكد مسؤولون في «جوجل» أن هناك أكثر من 720 موقعا إرهابيا على الإنترنت يستهدف العرب تحديدا، ولا يمكن أن تكون الاستراتيجيات التي يعمل بها تنظيم داعش على شبكة الإنترنت جهودا فردية أو مجرد محاولات لاستخدام هذه التقنية لصالحه، بل تتعاون معه جهات ارهابية أخرى واستخبارات تعمل على تفتيت وحدة الأوطان، ووصل الأمر الى امتلاك داعش حاليا 10 آلاف حساب نشط على «تويتر» و100 قناة على «يوتيوب» ومشاهد تتم باستخدام تقنيات عالية الجودة. ويتعلم الهارب الى داعش كيف يذبح البشر ويتلقى تدريباً عسكرياً للقوات الخاصة، ويرفع راية التنظيم السوداء. وفى أغلب الأحيان ينشط الارهابي الهارب الى داعش فى سورياوالعراق قبيل سفره، فيعمل على إقناع الشباب ممن يستطيع الوصول اليهم بما يعتقد انه «فكرة الجهاد» وقد ينجح فى ذلك ويسافر معه آخرون وغالبيتهم من الشباب صغير السن. ولا يصل الهارب الى قلب التنظيم إلا إذا كان له سجل سابق فى القتال بخلايا إرهابية أخرى أو حصل على تطمينات أو تزكية من الخلايا الارهابية التى يتشابه فكرها مع داعش أو تطمينات من أحد اعضاء التنظيم نفسه ليكون عضوا به. وبعد الهرب من الحدود التركية السورية الى داخل سوريا يصبح الإرهابي مقاتلاً في صفوف تنظيم داعش ويتلقى التعليمات والتدريب من قائده المباشر. وبعد وصوله إلى سوريا يتلقى دورة تدريب قوات خاصة ومعسكر سلاح ثقيل ودورة في القنص. المزيد من الصور :