حملت أم عبدالله هموم 30 عاما من المعاناة على كاهلها وجاءت إلى «المدينة» لتعبر عنها، علَّ أحد الرحماء والمحسنين يمد لها يد العون والمساعدة، بعد أن أورثتها معاناة السنين العديد من الأمراض، بالاضافة إلى خوفها الكبير على مستقبل أبنائها وبناتها، والذي تراه يتحطم أمامها يوما بعد يوم. تقول أم عبدالله: معاناتي بدأت قبل 30عاما عندما تقدم لخطبتي شخص يدعى «علي ع.أ» ووافق والدي رحمه الله، وكان وقتها مسجونا في سجن العود بالرياض بسبب حقوق مالية لم يستطع سدادها، وكان زواجي على أساس أن يقوم زوجي بسداد ديون والدي، وتم ذلك بالفعل وتم زواجي بموجب عقد رسمي مسجل فيه حفيظة النفوس لزوجي، وقد شهد على زواجي منه مدير السجن وعسكري بسجن العود. وتضيف أم عبدالله وقد أنجبت منه ولدين «عبدالله وأحمد» وبنتين «نوف وجواهر»، وبعد 11 عاما توفي زوجي، وبعد وفاته بفترة بدأت بمراجعة الأحوال المدنية بالرياض لاستخراج الهوية الوطنية لابنائي، وقدمت كل الأوراق والإثباتات والمعلومات اللازمة كاملة، وطلبوا مني مراجعتهم بعد فترة، وحين راجعتهم صدموني حين أخبروني أن زوجي المرحوم لا يحمل هوية، علما بأن عقد زواجي تم بناء على هويته، ولا أزال أحتفظ بها حتى الآن. وتقول أم عبدالله إنها تراجع الأحوال المدنية منذ أكثر من 15 عاما، وفي كل مرة يطلبون مني مراجعتهم بعد شهر أو شهرين دون جدوى. وتضيف أم عبدالله بألم: أكبر أولادي يبلغ من العمر 29 عاما وأصغرهم 26 عاما وكلهم محرومون من الزواج والوظائف والعلاج بالمستشفيات بسبب عدم إثبات الهوية، وأنا ضعفت صحتي وتعبت من المراجعات، ولذلك لجأت إلى صحيفتكم بعد الله لعلها تكون سببا في إيصال صوتي إلى المسؤولين، لإنهاء معاناتي وحل مشكلة أبنائي المساكين ومنحهم بطاقات الأحوال المدنية، فهم يعيشون أوضاعا سيئة جدا بسبب حرمانهم من الزواج والعمل الشريف وحتى العلاج في المستشفيات، علما بأنني أحمل كل الأوراق وشهادات الميلاد والتطعيم الأصلية وغير ذلك مما يثبت حق أبنائي في الحصول على الهوية الوطنية.. وختمت بقولها: أملي في الله ثم في المسؤولين وأولي الأمر أن ينظروا في مأساتي ومأساة أولادي، وأن يفحصوا وضعي ويجدوا لي حلا، لعلي ألقى ربي ولا أريد أن أكون قد تركت أبنائي وبناتي ضائعين بلا هوية.