يعيش 10 ابناء لمواطن سعودي بدون هوية منذ 22 عامًا نتيجة الزواج بطريقة غير نظامية فيما تطالب جمعية حقوق الانسان بضرورة سحب الولاية من الآباء غير الاسوياء . وهدد الاب الذى يعانى من ظروف نفسية ابناءه بالقتل بعد ان تقدموا بشكوى للامارة والشؤون الاجتماعية تم على اثرها تخصيص شقة سكنية لهم لحين النظر في مشكلتهم من مختلف الجوانب. يأتي ذلك في الوقت الذى يحجم فيه الاب عن مراجعة الجهات المعنية لحل المشكلة التى حرمت ابناءه طيلة هذه السنوات من العلاج المجاني والدخول الى المدارس . وقد تفاقمت معاناة هؤلاء الابناء مع تقدم العمر بهم وزواج بعضهم بصورة غير نظامية ايضا الامر الذى يهدد من جهة اخرى مستقبل ابنائهم في حلقة جديدة للمعاناة بسبب تجاوز النظام. وكان الأب تزوج من سيدة غير سعودية بطريقة غير نظامية وأنجب منها 4 أبناء بنتين وولدين أكبر البنات عمرها الآن 22 عاما والأخرى 20 عاما دون ان يضمهم الى هويته مكتفيا بتبليغ الولادة فقط وقد زوجهم لسعوديين بنفس طريقة زواجه غير النظامي. وواصل الاب تجاوزه للنظام وطلق الزوجة الأولى وتزوج من أجنبية بنفس طريقة الزيجة الأولى وأنجب منها 6 أبناء بين ذكور وإناث أكبرهم عمرها 12 سنة وأصغرهم رضيع. وأدى هذا الوضع الى حرمان ابنائه العشرة من التعليم والعلاج فيما ترقد زوجته الأولى حاليا في مستشفى الصحة النفسية جراء الحالة النفسية التي تسبب فيها زوجها لتعذيبه لأبنائه عندما يطلبون منه أن يستخرج لهم هوية أو أن يثبت نسبهم وفي المقابل ادخل الاب 3 مرات مستشفى الصحة النفسية بسبب بعض الاضطرابات التى يعاني منها حالات نفسية سيئة أدخل بسببها ثلاث مرات مستشفى الصحة النفسية. تقول اكبر بنات هذا الاب : لم أدخل المدرسة لأن والدي لم يثبت ولادتنا ولم يستخرج لنا شهادة ميلاد ولدينا ورقة تبليغ عن ولادة فقط فوالدنا كان متخوفًا من اكمال اجراءات تسجيلنا في هويته لأن زواجه من والدتي غير نظامي مما جعلنا نعيش في رعب وخوف من مستقبلنا وعندما وصل عمري 16 سنة زوجني والدي غصبا عني لشخص متزوج من سيدتين قبلي وهن على ذمته وأنجبت 3 أبناء بنتين وولد ولم يضمهم زوجي ولم يستخرج لهم شهادات ميلاد لأن أمهم ليس لديها هوية رغم أن زوجي سعودي. والآن أبنائي الثلاثة يعانون نفس معاناتي بسبب تعنت والدي. واضافت طلق والدي والدتي بعد ان تلقت أنواعا من العذاب على يده وتزوج من أخرى ومن نفس جنسية والدتي وأنجب من الزوجة الثانية 6 أبناء بين أولاد وبنات أكبرهم الآن عمرها 12 سنة وليس لهم أي هوية ولا أي صفة إلا أن والدنا سعودي بالاسم فقط وأصبح عددنا عشرة أخوة بدون هوية وأبنائي الثلاثة كذلك الذين يعيشون معي في نفس السكن الذي وفرته لنا الشئون الاجتماعية بعد أن عرفت بوضعنا . واضافت تقدمنا بشكوى ضد والدنا الذي لم يستخرج لنا هوية ولا يريد أن يثبت نسبنا لكي نستفيد ويلتحق أخواتي الصغار بقطار التعليم الذي فاتنا أنا وشقيقتي الكبرى التي أيضا زوّجها والدي من شخص سعودي دون أي هوية ولكن حظها أفضل مني لأنها لم تنجب وتتورط مثلي . واضافت أن والدنا يهددنا بالقتل إذا طلبنا منه استخراج هوية لنا وأن يثبت نسبنا لدى الجهات الحكومية لأننا حرمنا من العلاج في المستشفيات وكذلك المدارس وعندما عرفنا أن والدنا غير مبالٍ بوضعنا تقدمنا بشكوى لدى الجهات المسئولة وأفهمناهم أنه يهددنا بالقتل خاصة. وقد وفرت الشئون الاجتماعية لنا سكنًا في إحدى الشقق المفروشة لحين النظر في قضيتنا مع توفير ما نحتاجه من مأكل ومشرب. داوود: الأبناء يستحقون الجنسية وفق النظام أوضحت الدكتورة فاطمة داوود استشارية جراحة أطفال وعضو لجنة الحماية الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة ورئيسة فريق الحماية بصحة المدينة أن هؤلاء الابناء يستحقون الجنسية بعد اجراءات طويلة معتادة في مثل هذه الحالات مشيرة الى الاتفاق مع الشؤون الاجتماعية على بقائهم في نفس مكان اقامتهم بالشقة المستأجرة حسب الخطاب الموجه من الإمارة. واكدت الحاجة الى حل سريع حتى يلتحق هؤلاء الابناء بمجال التعليم ويتمكنوا من العلاج في المستشفيات ورفعنا توصياتنا لمقام الإمارة لاستخراج الهوية لهم عن طريق الإمارة لأن والدهم طوال هذه السنين يماطل ولا يريد أن يتقدم للجهات المعنية خوفا على نفسه لأنه تزوج بطريقة غير نظامية وضيع أبناءه العشرة والدولة لابد أن تتدخل لحل معاناة الأسرة من بنات وأولاد ليس لهم ما يثبت هويتهم غير أن والدهم لا يبالي بهم بدليل أن أكبر البنات عمرها 23 سنة بدون هوية. كما شملت التوصيات الحاقهم بالمدارس وأن يكون لهم معاملة خاصة مشددة على ان الاهم هو توفير السكن المناسب لهم لاسيما وأن من بينهم طفلا لديه ثقب في القلب مشيرة ان اهل الخير لم يبخلوا على الاسرة في رمضان والعيد. حقوق الإنسان: سحب الولاية من الأب غير السوي دعت الدكتورة سهيلة زين العابدين عضو المجلس التنفيذي بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وعضو لجنة الرصد والمتابعة بالجمعية الى تعديل الانظمة لتقضى بسحب الولاية من الاب غير السوى معربة عن املها في ان تجد القضية طريقها الى الحل بعد تدخل الامارة . والقت ببعض اللوم على الابناء الذين استيقظوا بعد فوات الاوان ودعت الى إعادة النظر في موضوع ولاية الأمر على الفتيات وعلى المرأة بشكل إيجابي وأن لانطلق للأب العنان يتصرف في أولادة وبناته كما يشاء بحكم ولايته عليهم كما فعل هذا الأب بهذه الأسرة . وقالت ان الاب الذى اتى على كل التصرفات السابقة غير سوى ولا يستحق أن يكون له حق الولاية ويجب أن تنزع منه الولاية وخاصة على البنات لأن الأولاد الذكور في حال وصول عمرهم 18 سنة يكونون اولياء امور نفسهم وإذا أردنا حل المشاكل من جذورها لا بد من وضع أنظمة وقوانين لا تعطي الحق لغير الأسوياء بالتصرف بهذا الشكل. مدير الأحوال المدنية يدعو الأب للمراجعة دعا سعد بن طايع العوفي مدير الأحوال المدنية بمنطقة المدينةالمنورة الاب الى ضرورة مراجعة الجهات المعنية لحل هذه الاشكالية مشيرا ان النظام في مثل هذه الحالات معروف وأن الدولة سهّلت بعض الأمور التي وقعت بها تجاوزات ولكن إذا تنكر الأب من أبنائه فهذه مشكلة واضاف ان النظام يقضى بضرورة الحصول على اذن قبل الزواج من الخارج كما انه لايحرم الاب من ابنه . الضوابط المشددة لم تمنع الزواج من الخارج و10% نسبة الموافقات الرسمية قال مصدر في وزارة الداخلية إن الضوابط المشددة لم تمنع زيادة منح راغبي الزواج من الخارج التصاريح، بواقع 25 شخصا يوميا، واستشهد بالقبائل على الحدود السعودية اليمنية التي تم تصحيح أوضاع أفرادها ومنحهم الجنسية السعودية، ومنح طالبي الزواج من فتيات يمنيات تصاريح. وكانت وزارة الداخلية رفضت مطالب مجلس الشورى بتخفيف ضوابط زواج السعوديين من الخارج، وأبقت الوزارة على تشديد الشروط مستثنية كبار السن، والمعاقين، والمرفوضين اجتماعيا، إذ سمحت لهذه الفئات بالحصول على تصاريح خاصة بالزواج من أجنبيات مراعاة لظروفهم. وبرر رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الشورى الدكتور طلال بكري، المطالبة بإعادة النظر في شروط الزواج من الخارج، باضطرار مواطنين لم يتمكنوا من الحصول على التصاريح إلى السفر والزواج دون إذن لينتهي الأمر بالانفصال وتحول الأبناء لأطفال شوارع، الأمر الذي يسيء إلى سمعة المملكة. وقال مدير عام الحقوق بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن المخضوب في تصريح سابق إن وزارة الداخلية وضعت ضوابط وتعليمات، وضيقت الزواج من الخارج. واضاف أن نسبة الموافقات تعتبر قليلة جدا مما يقدم لوزارة الداخلية من طلبات ولا يحقق من طلبات من مجمل ما يقدم للوزارة إلا 10% ووفق ضوابط محددة. وأوضح أن الزواج من الخارج اذا كانت المرأة غريبة عن سلوكيات المجتمع وتقاليده وعن حريته فهو يرتبط بامرأة نشأت وتربت في مجتمع آخر سواء في دينها أو استقامتها أو في مقصدها من الزواج خصوصاً اذا كان الشخص كبيراً في السن والمرأة صغيرة أو كان صاحب مال وهي تطمع في ماله أو غيرها من الامور.