على خطى الليدي «آن بلنت» سارت قافلة في نفود حائل قاطعة ما يقارب 60 كيلومترًا بين رمال نفود الصحراء لعدد من السيّاح من جنسيات مختلفة (فنلندا، تشيك، أمريكا) فضلوا قطع مسافة في الرمال على ظهور الإبل. تقول سلوى العتيبي -مترجمة ومرافقة للمجموعة السياحية-: إن اختيار نفود حائل تم لتجربة هذه المغامرة الشيقة بسبب جمال صحراء النفود الذهبية ووعورتها، ولأن نهاية الرحلة تنتهي بنا بمكان أثري وهو في جبل أم سنمان في جبة، خاصة وأن هذا الجبل تاريخي ومعتمد في اليونسكو. وتضيف: إن الرحلة السياحية استغرقت على ظهور الإبل يومين، بداية انطلاقنا كانت بالقرب من مكان قريب من قرية قنا ثم داخل النفود ونهاية بجبة، وتم اختيار الوقت حيث يكون القمر بدرًا ليزداد جمال الصحراء، ثم بعد ذلك كانت زيارتنا لجبل أم سنمان والاطلاع على الآثار التي يحتويها والرسوم الموجودة فيه، ثم أكملت القافلة مسيرتها لمتحف النايف الأثري واطلعنا على مقتنيات المتحف والآثار الموجودة فيه، مشيرة إلى أن السياح أبدوا سعادتهم واهتمامهم بالمقتنيات الأثرية، ووجدت الرحلة إعجابا شديدا من كل المشاركين في خوض هذه التجربة التي لن تكون الأخيرة حسب قولها. ريّا سائحة فنلندية التقتها «المدينة» أثناء الرحلة، تقول: إنها تهوى ركوب الجمال وسبق أن جربت هذه المغامرة في عدد من دول العالم مثل المغرب ومصر والأردن، ولكنها تعتبر هذه التجربة هي الأمتع لما تمتاز به صحراء النفود من أجواء خلابة، كما أن ترحاب الناس هنا كبير، ووجدت احتراما كبيرًا من البدو وأهالي القرى في النفود للسائحين. يذكر أن الزيارة الشهيرة للرحالة العالمية الليدي آن بلنت إلى حائل كانت في عام 1879م، حيث وثقت رحلتها في كتاب بعنوان (رحلة إلى بلاد نجد) كان معظمه مخصصا لمنطقة حائل ومحطات رحلتها التي مرت بها. وهي حفيدة الشاعر الإنجليزي الشهير «بيرون». وتعتبر هذه المستكشفة من أهم من زاروا المنطقة على امتداد تاريخها.