ظل«جبل أم سمنان» بمدينة جبة التاريخية الواقعة في قلب صحراء النفود الكبرى، 103 كم شمال غربي مدينة حائل، محط اهتمام عدد من المستشرقين على مدار سنوات طويلة، وعلى الرغم من تأخر هيئة السياحة والآثار بطلب إدراج الجبل ضمن لائحة التراث العالمي، حيث صدرت موافقة المقام السامي أمس الأول على إدراج جبة والشويمس ضمن قائمة التراث العالمي، يشار إلى أن خبراء الآثار الغربيين كانوا قد اهتموا قديما بجبة، حيث زارت الليدي بلنت حفيدة اللورد الإنجليزي بيرون مدينة جبة أثناء قطعها صحراء النفود الكبير برفقة زوجها في يناير 1879 ميلادي، وتعد بلنت وزوجها من أوائل المستكشفين الغربيين الذي حطوا رحالهم في المدينة، ورغم أنهما لم يكونا علماء إلا أنهم أدركوا أهمية موقع جبة منذ الوهلة الأولى. وقد درج المستكشفون وعلماء الآثار الغربيون على الاهتمام بالمخطوطات والحفريات الأثرية فقط وتجاهل النقوش الصخرية إلى أن تبدل الحال مؤخرا واحتلت النقوش المنحوتة على الصخور اهتمام العلماء لما تمثله من شواهد على طبيعة العصور الموغلة في القدم . وبعد قرن تقريبا من زيارة الليدي بلنت عرف علماء الآثار أهمية جبة التاريخية، فأرسلت وزارة التربية والتعليم أول بعثة أثرية لمسح موقع جبة والمنطقة المحيطة به وذلك في عام 1976 ميلادي وقامت هذه البعثة بتسجيل وتصوير آلاف النقوش الصخرية ب(أم سمنان) ورسومات صخرية تعود إلى منتصف الألف الخامس قبل الميلاد، ومسحت الإدارة العامة للآثار حينما كانت تتبع لوزارة المعارف عام 1406ه جبل أم سمنان وسجلت نحو 5431 نقشا ثموديا و1944 رسما لحيوانات مختلفة منها 1378 رسما لجمال بأحجام وأشكال مختلفة كما بلغ عدد الرسوم الآدمية (262) رسما، وانتشرت في أم سمنان النقوش الثمودية وبأعداد هائلة، حيث أمكن تسجيل نحو 5431 نقشا ثموديا في جبة، أما المرحلة الأخيرة من نقوش جبة الصخرية فيمكن إرجاع تاريخها لفترة النقوش الصخرية المصاحبة لها؛ وهي الفترة التي تعرف باسم الفترة العربية التي ظهرت فيها رسوم للآدميين بأنماط العصا والوعل والخيل والأشخاص راكبي الجمال، وبدأت تظهر في الآونة الأخيرة دلائل على وجود استيطان بشري دائم في جبة، حيث عثر على بعض الأواني غاية في الروعة مصنعة من الأحجار المحلية (أحجار جبل أم سمنان).