يشمخ جبل أم سمنان في مدينة جبة، ويعلن نفسه كلؤلؤة في الصحراء التي تكتنف المكان، إذ إن مدينة جبة تعتبر من أهم المواقع في صحراء النفود بمنطقة حائل. وتتنظر جبة التي تمتلك إرثا تاريخيا أن يتم تسجيلها من قبل لجنة التراث العالمي وأن يجري تتويجها ضمن المواقع الأثرية لدى اليونسكو ، خاصة وأن جبل أم سمنان الذي يعد أحد معالم جبة كان مقصدا للمستشرقين على مدار حقب طويلة. وتشير المدونات أن خبراء الآثار من الغربيين كانوا أول المتسائلين عن جبة حائل أو عروس النفوذ وفي ذلك تقول الليدي آن بلنت «جبة احد أكثر الأماكن غرابة في العالم وبالنسبة لي هي من أروع الاماكن». والليدي بلنت هي حفيدة اللورد الانجليزي بيرون وقد وصلت الى مدينة جبة عندما قطعت النفود الكبير في طريقها الى مدينة حائل ومعها زوجها ويلفريد ربما لشراء الخيول العربية الاصيلة العالمية والتي كانت تزخر بها حائل آنذاك. وصلت الليدي بلنت برفقة زوجها الى جبة في يناير 1879 م وهي من اوائل المستكشفين الغربيين الذين حطوا رحالهم في هذه المدينة. وبالرغم من أن الليدي بلنت وزوجها لم يكونا من علماء الجولوجيا الا انهما استنتجا للوهلة الأولى أن موقع جبة كان عبارة عن بحيرة مندثرة منذ آلاف السنين. لقد كان المستكشفون وعلماء الاثار الغربيون لا يعيرون اي اهتمام سوى للمخطوطات والحفريات ويتجاهلون تللك النقوش الصخرية التي هي النمط الاثري الموجود في جبة ولكن الآن حدث العكس فالنقوش المنحوتة على الصخور تعتبر من الادلة الدامغة والحاسمة لوصف العصور الموغلة في القدم. وفي سياق أهمية مدينة جبة سبق وأن أرسلت وزارة التربية والتعليم أول بعثة أثرية لمسح موقع جبة والمنطقة المحيطة بها في العام 1976 م وقامت هذه البعثة بتسجيل وتصوير آلاف النقوش الصخرية في جبل أم سمنان ويرى خبراء الحفريات أنها تعود إلى منتصف الألف الخامس قبل الميلا ، كما مسحت الإدارة العامة للآثار، حينما كانت تتبع لوزارة المعارف عام 1406ه جبل أم سمنان وسجلت نحو 5431 نقشا ثموديا و1944 رسما لحيوانات مختلفة منها 1378 رسما لجمال بأحجام وأشكال مختلفة كما بلغ عدد الرسوم الآدمية 262 رسما. وكثيرا ما يجد هواة التاريخ أنفسهم بين تضاريس صحراء النفود الكبير، والمواقع الأثرية التي تضج بالنقوش الصخرية، وهناك معرض لصور ونقوش جبل أم السمنان بمتحف النايف الأثري بجبة.