بمتنزهاتها البرية التي انتشرت فيها الفياض والرياض ومهرجانها مهرجان الصحراء في نسخته السادسة تتهيأ حائل لاستقبال السياح والزوار في إجازة منتصف العام. فقد أدت الأمطار التي هطلت على المنطقة إلى ظهور العشب والرياض في الكثير من المناطق التي أصبحت مقصداً للمتنزهين وهواة السياحة الصحراوية. كما أنه من المتوقع أن يجذب مهرجان الصحراء التراثي أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح إلى منطقة حائل، وتعريفهم بمقوماتها السياحية، وتكوين انطباع جيد لدى الزائر والسائح للمنطقة ما سيؤثر إيجاباً في رغبته في العودة إلى منطقة حائل مجدداً، وكانت منطقة حائل قد استقبلت العام الماضي أكثر من 279 ألف رحلة سياحية، وفقاً لإحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار، وكانت النسبة الأغلب من الرحلات السياحية (أكثر من 152 ألف رحلة سياحية) كانت لزيارة الأقارب والأصدقاء، تليها قضاء العطلات بأكثر من 100 ألف رحلة سياحية، ثم العمل والمؤتمرات بأكثر من 11 ألف رحلة، تليها الأغراض الأخرى للرحلات السياحية. وقد أنفق السياح من خلال رحلاتهم السياحية في منطقة حائل أكثر من 241 مليون ريال و848 ألف ريال، منها أكثر من 42 مليون ريال على مرافق الإيواء السياحي، وخمسين مليوناً على المأكولات والمشروبات، و33 مليون ريال على النقل، و53 مليون ريال على الترفيه والاستجمام، و55 مليون ريال على التسوق، وتتميز حائل بمقوماتها ومواقعها وفعالياتها السياحية المميزة، كما أنها منطقة رائدة في السياحة الصحراوية، وأهاليها مغرمون بإقامة المخيمات في البراري، خصوصاً في فصلي الشتاء والربيع، حيث يحلو السهر والسمر بين رمال صحراء النفود التي تبلغ مساحتها أربعين ألف كلم2، وتحتل نحو ثلث مساحة المنطقة. ومن المواقع السياحية في حائل جبل السمراء، الذي يضم حديقة عامة ومضمار مشي، ومتحف المنطقة الغني بمقتنياته الأثرية، والمناطق المحيطة بجبل أجا وشعيب توران، وسوق برزان أو سوق البدو. ومن المناطق المشهورة سياحياً في حائل قمم جبال أجا، وهي سلسلة جبال تقع غرب مدينة حائل، وتشكل أكبر مصيف جبلي في الجزيرة العربية. وهي تشمل متاهة من قمم الجرانيت الوعرة والقبب المقشرة، وتمتد على مساحة 2200م2، ويتراوح ارتفاعها من 909 إلى 1544 م فوق سطح البحر. وفيها عديد من الينابيع، والسبخات والمياه العذبة، وواحات النخيل والتضاريس الوعرة التي يصعب الوصول إليها. ويزورها الكثير من السكان المحليين والسياح، وهي معروفة بجمالها الأخاذ. وتعد منطقة جبال أجا ملائمة لعديد من أنشطة السياحة البيئية بشكل كبير، مثل: مراقبة الحياة الفطرية والتقاط الصور، وتسلق الجبال والتنزه على الأقدام، والتنزه على ظهور الحيوانات. ومن المواقع الأثرية والتراثية في حائل قلعة “أعيرف”، وجبل وكهف “جانين”، وقصر “توران”، وبلدة “فيد”، وبرك درب “زبيدة”، وقرية “جبة”، و”الحويط” الذي يقع على بعد ثلاثين كم شرق مدينة حائل، وهو من المواقع الأثرية التي ترجع بتاريخها للألف الثالث قبل الميلاد، وتكمن أهمية الموقع سياحياً من كونه يضم مجموعة من الرسوم والنقوش الثمودية الصخرية التي تمثل في مجملها مشاهد من الحياة اليومية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وتتكون عناصرها التشكيلية من الإنسان والجمال والأسود وأشجار النخيل. وتعدُّ قلعة “أعيرف” تحفة معمارية ترقد على قمة جبل. ويعتقد أنها شيدت عام 1260ه. ويبدو من تصميمها أنها كانت حصناً للدفاع عن المدينة، حيث تتميز القلعة بأساساتها وجدرانها المبنية من الحجر وفتحات المراقبة. أما قصر توران، فيعد من أهم المواقع الثقافية؛ نظراً لارتباط اسمه بسيرة رمز الكرم والضيافة في عهود ما قبل الإسلام حاتم الطائي وبقبيلة طيء التي عاشت في هذا المكان. الفعاليات التراثية في نفود حائل الشرق | حائل