أثار تحوّل سياق الندوة الخاصة بأدب المهمشين وسماته وخصائصه، والتي أقيمت ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وشارك فيها الدكتور محمد الدوسري والدكتور فواز اللعبون والدكتور سعد العريفي والدكتورة هند المطيري، أثارت استياء المثقفات والحاضرات، فالجميع حضر الندوة على أساس أنها حول الأدب المهمش ولكنهم فوجئوا بانحراف سياقها إلى الحديث عن المرأة المهمشة. «المدينة» استطلعت آراء بعض الحاضرات حول أسباب الاستياء الذي كان واضحًا.. بداية قالت الطالبة الجامعية والمهتمة بمجال الأدب ندى محمد: جئت للندوة بناء على العنوان الذي شدّنا كثيرًا لكن بقدرة قادر تحوّل الحديث إلى المرأة وتهميش المرأة، وهذا الحديث أكل عليه الزمن وشرب، وأعتقد أننا تجاوزناه. مبيّنة أنها رأت مدى الاستياء الذي كان واضحًا في الجانب النسائي والذي يعود إلى أن الموضوع قد تم استهلاكه بكثرة ولم يعد ذا أهمية في الوقت الحاضر، فالمرأة فرضت نفسها وحققت ذاتها بكل قوة وينتظرها مستقبل مشرق. كما قالت الشاعرة فاطمة علي: انزعجت من المحاضرين فقد فشلوا في الحفاظ على محور الندوة فتحوّل من الأدب المهمش إلى موضوع تهميش المرأة وهو موضوع تم استهلاكه بشكل كبير وأصبح مملا جدا وهذا سبب استياء أغلب الحاضرات اللاتي حضرن، وقد أعددن بعض المداخلات حول المحور الأساس فهو محور ثري وجميل يحتاج إلى اهتمام من الدارسين والنقاد والمهتمين بالأدب بشكل عام، ولكن لم يُوفق المحاضرون في تناوله تناولًا علميًا، بل إن اللجنة التي اختارت هؤلاء المحاضرين لم توفق في اختيارها لأن الندوة أكبر منهم. وأشارت أستاذة النقد الحديث الدكتورة ريما الفواز إلى أنه قد ساد الحاضرات استياء وعدم رضا من تكرار فتح موضوع الذي لا فائدة منه، وكان من المفترض أن يلتفت المشاركون في الندوة بالأدب المهمش أكثر من موضوع تهميش المرأة الذي قُتل بحثا ومع ذلك مازال يدور في حلقة مفرغة، ومن جانبها أعربت الشاعرة زينب غاصب عن الاحتجاج من خلال رفضها التداخل خلال الندوة، معبّرة عن استيائها من أخذ الندوة منحنى غير الذي خُصصت من أجلها، حيث قاموا بتحويل الحديث كله إلى تهميش المرأة من خلال آراء الرجل المجحفة، مشيرة إلى أنه كان هناك جهل تام بحضور المرأة تاريخيا منذ فجر الاسلام لأن المرأة كانت حاضرة أديبة وراوية للحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى مكانتها الكبيرة كشاعرة وناقدة.