سلط المجلس الثقافي في جلسته، والتي عقدت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الضوء على ظاهرة «أدب المهمشين» وأسباب تهميش بعض فنون الأدب وبعض الأدباء. وأدار نقاش الحلقة الدكتور ياسر العتيبي، باستضافة كل من الدكتورة هند المطيري، والدكتور سعد المطوع، والدكتور عمر السيف. وبدأت الدكتورة هند المطيري في تعريف معنى «المهمش»، مبينةً أن مفردة «المهمش» تُستخدم للتعبير عن أشياء عدة منها الأدب المهمش والأديب المهمش والعمل الأدبي المهمش وكذلك الشخصيات المهمشة داخل العمل الأدبي، مشيرة إلى أن المهمش دائماً يكون في المرتبة الثانية. وسلطت المطيري الضوء على نموذجين من المهمشين في الأدب العربي، وهما المرأة والسود، مؤكدة على أن المرأة لم تنل حظها الأوفر في التدوين ووضعها تحت المجهر لما قابلته من تضييق وتهميش جعل أدبها ثانوياً، مبينة أن هذا يظهر جلياً في العصور الأدبية الأولى حيث اشتهر الرجال ولم تبرز المرأة بنفس الحجم فسجل كل عصر أعداداً معدودة من الأدبيات والكاتبات والشاعرات نتيجة لإقصاء المرأة وجعلها ثانوية. وقالت هند: «إن جعل المرأة ثانوية، ثقافة عربية تظهر في كتب اللغة الأولى، حيث يتم تعريف التذكير بأنه أصل والتأنيث فرع»، معتبرة أن المرأة ظلمت قديماً وتم تهميشها في الوقت الذي قدمت فيه عملاً أدبياً مساوياً للرجل وربما فاقه. وانتقلت المطيري للحديث عن تهميش السود في الأدب العربي بالرغم من جودة عملهم، وهذا يتجلى في شعر عنترة بن شداد حيث أنه يحاول إبراز الذات في شعره لشعوره بالتهميش، وكذلك أدب «الصعاليك» قوبل معظمه بالتهميش، مشيرةً إلى أن التهميش نسبي، فالمجتمع الفصيح يهمش أدب العامية، والعكس، فالشاعر الفصيح يهمش داخل مجتمع العامية. ولفتت المطيري إلى أن التهميش كان في بعض الأحيان مقصوداً، مدللة على ذلك بتجاهل وتهميش عبدالله بن المعتز لابن الرومي. وفي مداخلة للدكتور صالح الغامدي مدير معرض الكتاب، قال: «إن مصطلح التهميش مصطلح سلبي في الأدب العربي»، موضحاً أن المهمش هو الذي لا يتبنى المعايير التي يتبناها الأدب القومي، متفقاً مع الدكتورة هند المطيري على أن التهميش نسبي، مشيراً إلى أن قصيدة النثر مهمشة لأن البعض يرفضها لعدم محافظتها على الشروط المتفق عليها في الشعر. من جانبه قال الدكتور سعد المطوع: «إن الصعاليك لم يعتبروا مهمشين حالياً، وإنما همشوا في عصورهم، وذلك لما كان في البيئة العربية من تمييز»، مبيناً أن هناك العديد من الفنون الأدبية همش كأدب الجدران وأدب الغرباء وأدب المجهولين. واختتمت الجلسة بمداخلات نسائية غاضبة من إصرار المجتمع على تهميش المرأة، على حد وصفهن، مطالبين بضرورة إعطاء المرأة المبدعة مزيداً من الحرية حتى تتمكن من ممارسة هوايتها وإبراز أعمالها ومشاركتها للرجل في تسجيل الإرث الأدبي حتى تكون المرأة العربية حاضرة في ذاكرة الأدب العربي.