مساء قبل أمسِ الخميس شَرُفْتُ بإدارة ندوة (الإسلام والتعايش) للشيخ صالح بن عواد المغامسي، وهي الندوة التي نظمها مَعْرِض الرياض الدولي للكتاب ضمن برنامجه الثقافي الذي بدأ الأربعاء. (الشيخ صالح) الذي أَصّل لموضوعه بدايةً بِبَيَان المُحكَمَات والثّوابت كان طرحه كعادته (وسطياً معتدلاً متسامحاً) بما لا يتعارض مع المُسَلّْمَات الشرعية؛ ومن أبرز عناوين ما جاء في تلك الندوة أو المحاضرة: * تأكيد (المغامسي) بأنّ (الإسلام) أكبر وأجلّ مِن أنْ تنفرد به جماعة أو حِزب أو حتى وطن، وأنه ليس عباءةً يملكها أحد لِيُلْبِسَها أو ينزعها عن مَن يشاء، وبحسب هَواه. * إيضاحه بأن الإسلام دِيْنُ تعايش مع الآخر أياً كانت ديانته أو ثقافته، وأنه يراعي حقوق الجميع ويحميها وهذا ثابت بأدلة أوردها من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، والسِيْرة النبوية العطرة. * تنبيه (الشيخ المغامسي) بأننا كمسلمين مِن الأولى أن نحقّق التعايش فيما بيننا؛ وذلك بِنَزْع فَتِيْل الخلافات التي تدور أغلبها في الفروع، لأنّ هناك مَن أخذ جُزءًا من الإسلام أو فَهْمَاً مُعَيّنَاً، وحَمَلَ لواءه وجَزم بأنه المالك الوحيد له؛ وبالتالي أقصى غيره من المسلمين، وربما ناصبهم العدَاء ووصفهم أو اتهمهم بالكُفْر والفِسْق! * (الشيخ صالح) أشار إلى أنه وبعيداً عن (القرآن الكريم والصَحيح والثابت مِن السّنة الشريفة)؛ فإن بعض التراث الذي من كلام البشَر يحتاج للنّقد والمراجعة؛ لأنّ طائفة من الخلافات التي ضَربت المسلمين تكون أحياناً مبنية على نُقُولات موروثَة غير ثابتة؛ مُضِيْفَاً بأنّ المتعارف على مَرّ العصور بأنّ القوي دائماً يَفْرض ثقافته أياً كانت وكَان! * وفي إجابته على إحدى المُدَاخَلَات جَزم بأن (المرأة السعودية) -وإنْ كانت قد نالت بعض الحقوق- إلا أنها قَد ظُلِمَت اجتماعياً في بعض الجوانب؛ لأن التعامل معها من بعض الأصوات يكون مبنياً على الريبة والخَوف؛ بينما الأصل أن يكون المُقَدّم هو (الثِّقَة والسّلامة)، ولكنه (أعني الشيخ المغامسي) حَذّر بأن تكون قضايا المرأة السعودية وحقوقها مجرد مطية وسلاح لهذا الفريق أو ذاك!! أخيراً ندوة الشيخ صالح المغامسي (الإسلام والتّعايش) التي حظيت بتفاعل الحاضرين والحاضرات كانت هناك مطالبات بطباعتها وترجمتها؛ فشكراً للشيخ ولجميع القائمين على مَعْرِض الرياض الدولي للكتاب 2015م، وكم نحن بحاجة لمثل تلك الأطروحات المعتدلة! [email protected]