استضافت اثنينية عبدالمقصود خوجة مساء أمس المفكر والأديب الدكتور سعيد عبدالله حارب والذي تحدث عن تطور الحياة الثقافية في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث قال في بداية حديثه، عندما نذكر الإمارات فإنه يتبادر إلى الأذهان الاقتصاد والتطور، ولكن من يعمل في المجال الثقافي فنحن بحاجة إلى اظهار الثقافة الاماراتية خصوصًا وأن هذه المنطقة قد أخرجت العديد من قادة المسلمين منهم المهلب بن أبي صفرة، وهي المنطقة التي أخرجت الأديب ابن دريد الأزدي، فالإمارات ليست مقطوعة عن بقية الجزيرة العربية ولا عن الدول العربية والاسلامية فهي أرض للثقافة والحضارة. وتطرق حارب إلى الحركة الثقافية في الامارات حيث أكد على ضرورة الحركة الثقافية باعتبارها أمراً ملحاً وضرورياً لفهم سياق سيرورة تلك الحركة والمراحل التي مرت بها منذ النشأة التي يكتنفها الكثير من الغموض نتيجة جملة من العوامل التي يتصدرها ندرة التدوين والتوثيق في هذه البلاد، وصعوبة الطباعة والنشر، وقساوة الحياة وصعوبة الحصول على مصدر للعيش، كل ذلك فاقم من محدودية انتشار الكتابة في الإمارات، بل وندرتها قبل اكتشاف النفط، الذي أحدث طفرة كبيرة على مستوى الحياة والمعيشة للسكان، وهي عوامل ذاتية وموضوعية لا يمكن التغافل عنها بأي حال من الأحوال، وإن كانت المنطقة لم تعدم بشكل عام مظاهر عناية بالثقافة وانكباب على تحصيل العلم وتشجيعه، لكن تأثير ذلك الواقع ظل قائماً وملازماً للمشهد الثقافي الذي بدأت خيوطه الأولى تتشكل آنئذٍ . واستطرد حارب حديثه بالقول إن الواقع الذي نشأت فيه بوادر الحركة الثقافية الأولى ألقى بظلال كثيفة عليها، وأضفى عليها صبغته الخاصة، ومنه أخذت سماتها وخصائصها الفارقة، التي من بينها الاعتماد على المشافهة لنقل الأخبار وتداول المعارف، قبل أن تتسرب إليها خيوط التدوين في ما بعد التي أدت إلى نقلة مهمة في نوعية النتاج الثقافي وكمه. من جهته قال عبدالمقصود خوجة إن المتتبع لمسيرة الضيف حارب يلاحظ وسطية في الطرح وعمقًا في الفكر وتسامحًا في الحوار وتواضعا في العلم وسعة في الفهم واعترافا بثقافة الاختلاف.. من جهته تحدث عبدالله الشريف بقوله منذ عملي في الامارات عام 93 وانا اتابع اشقاءنا في الامارات وهو الأمر الذي جعلني أقرأ بعضًا مما يكتبه.