تعتبر العاصمة النمساوية فيينا واحدةٌ من العواصم الكبرى الأكثر خُضرة في العالم، فهي مُحاطةٌ بحزامٍ من الغابات والمروج والحدائق والأراضي الصالحة للزراعة. ويعود تاريخ النمسا إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث كانت هناك مملكة النوريكوم.في عام 15 قبل الميلاد استولت دولة الروم في عهد القيصر آوكوستوس على الأراضي النمساوية، ومنذ ذلك الحين يعود كثير من مدن النمسا إلى عصر الرومان مثل فيينا والتي كانت اسمها (فيندوبونا)، سالسبورج (يو فافوم) وغيرها. وبعد وفاة القيصر الروماني مارك أوري في سنة 180 بعد الميلاد في فيينا، أنتهي العصر الروماني بالنمسا، حيث انسحبت الروم وتركتها للجرمانيين (الألمان) حيث انتشرت الحملة الصليبية في البلاد من المبشرين القادمين من أيرلندا وشوتلاند ، ويعود تاريخ أكبر مركز رهباني في سالسبورج (سانت بينرس) إلى هذا العهد. ومن أشهر المعالم في النمسا قصر شونبرون مع حدائقه الواسعة المقر الصيفي لعائلة "هابسبورغ" الملكيّة وهو مثالٌ ساطعٌ على الإرث الإمبراطوري في فيينا. كما أن في فيينا متحف كونسستيستورشيز في جادة "رينغ شتراسه" مخصّصٌ للمبدعين القدماء. تقليدٌ عريقٌ آخر هو العربة التي تجرّها الخيول تمت استعارة الكلمة من اللغة الفرنسية في القرن ال 18-فأول مكان انتظار لاستئجار العربات كان يقع في شارع رو دو سان فياكر. وجرى منح أول رخصة لعربة "فياكر" في فيينا في عام 1693. عربات ال "الفياكر" هي جزءٌ بارزٌ من فيينا وبالنسبة للعديد من السياح، الجولةُ في عربة يجرّها حصانان هي واحدةٌ من أبرز المعالم. كلّ يومٍ، تجري 1,160 جولة بالعربات في وسط المدينة. وعن المعالم الحضارية، تتخطّى المعالم السياحية في البلدة القديمة ما هو تقليديّ بشكلٍ جيد، فسيجد أيّ شخصٍ يبحث عن أزياء راقية لمصممين عالميين ما يتطلّع إليه. وتشمل المعالم البارزة لمصممين فيينيّين سلعاً جلدية راقية من المختص روبرت هورن ومصنع لودفيغ رايتر للأحذية الفاخرة. لكن الحرفية في الصناعات اليدوية الفيينيّة المفصّلة حسب الطلب مع القائمة التالية لأنجح الشركات هي مجرد جانب واحد من القصة-فكل العلامات التجارية الفاخرة الأكثر رواجاً في العالم قد افتتحت متجراً لها في العاصمة النمساوية. ومجموعة أماكن التسوّق الفاخرة والعالمية في فيينا تنمو على الدوام، فوجهة الجذب الجديدة للمتسوّقين، وهو "الحي الذهبي"، اتخذ مقره في مجمّعٍ من المباني التاريخية تربط "توخلاوبن" وساحة "آم هوف"، بفضل وقوعه على مرمى بصر من شارعي كول ماركت وغرابن، وفّر نموه 11,550 متراً مربعاً من المساحات الإضافية للمتاجر الفاخرة في العاصمة فيينا. عند الانتهاء، سيتم جعل أحدث نقطة ساخنة فاخرة في فيينا للمشاة، تماماً مثل شارعي كول ماركت وغرابن. ونظراً لأن حوالي 50 في المئة من المدنية استأثرت بها المساحات الخضراء، فإنّ فيينا هي واحدةٌ من العواصم الكبرى الأكثر خُضرة في العالم. فالضواحي مُحاطةٌ بحزامٍ من الغابات والمروج والحدائق والأراضي الصالحة للزراعة. ولكن قلب المدينة أيضاً تنتشر فيه مناطقٌ خضراء، مثل متنزهات جادة "رينغ شتراسه" الأنيقة ومتنزه براتر بارك وحدائق الباروك الرسمية لقصري شونبرون وبلفيدير. إدارة المتنزهات والحدائق هي المسؤولة عن 850 متنزه و100,000 من الأشجار التي تحدد الشوارع العريضة في المدينة، إضافة إلى زراعة حوالي 2.5 مليون وردة (بما في ذلك 400 من الأنواع المختلفة من الورود في حديقة فولكس غارتن) كلّ عام. أجزاء كبيرة من جزيرة الدانوب هي في الواقع مَحْيَا واسع النطاق، في حين أنّ غابات فيينا هي متنزه المحيط الحيوي حيث تنال حماية البيئة وحرية دخول الشعب نفس الأهمية. كما أن إحدى آخر الأراضي الرطبة البكر في أوروبا، وهي منطقة "لوباو"، التي تُشكّل جزءاً من حديقة "دوناو آوِن" الوطنية، تقع أيضاً داخل حدود المدينة.