كتبت عن التسول الذي ملأ مدننا وحاصر أيامنا وأقلق مشاعرنا وآذانا ،وكان قلمي يرى في كل مكان يقف عليه متسول صورة بغيضة لشر عظيم ،واستمرت الكتابة حتى انتهى اليوم وخلت (جدة) بفضل الله ثم بجهود المخلصين من المتسولين الذين وجدوا في الصمت فرصة للاكتساب، ووجدوا في طيبتنا وسذاجتنا مشاعر رقيقة عاشقة للخير الذي كان يذهب ليصنع شراً للوطن كله والتسول قضية تسيء للوطن وتنقل للآخر صورة مشوشة عن بلد يستحيل أن يقبل أهله التسول (أبداً ) واليوم أستطيع أن أبارك الجهود التي نجحت في احتواء الظاهرة ومكافحتها حتى بات من النادر أن ترى متسولاً يقف في إشارة وهو عمل جميل خلص الوطن من عبث منظم متمنياً أن تبقى جهودهم وتستمر متابعتهم للنسوة اللاتي جئن من بعيد ليمارسنه هنا خلسة في زي سعودي وهن قلة ،فليتهم يحاربونهن بقوة حتى تختفي الظاهرة للأبد ولا صعب أمام الإصرار أبداً !!....،، ومن حيث أن مهمة الإعلام هي في رسالته التي تقف للخطأ بالمرصاد ،وتحارب بالقلم هذا السلاح الفتاك كل الأخطاء ، كانت الكتابة بالأمس عن الظاهرة وأذكر أنني كتبت بقسوة وحاربت بجنون ليس إلا من أجل أن أدفع بالجهود تجاه الخلل الذي كان هو الخطأ الفادح والذنب العظيم الذي ملأ شوارعنا بالمتسولين الذين لا يخجلون أبداً ويقفون في وجهك يسألونك فترد لهم بإحسان مرة ،مرتين، حتى إن بعضهم يتسمر في مكانه لا يسمع لا يتكلم لا يجيب، وحين تضافرت الجهود كانت النهاية في الخلاص الذي أرى فيه (أنا) نجاحاً وفرحاً وسعادة وللجميع أعتذر اليوم على كل كلماتي اللاهبة ،والتي عليَّ اليوم أن أبدلها بكلمات ناعمة مع الشكر الذي يليق بحجم التعب، وهي مهمتي ككاتب همه الشأن العام وهوايته اللعب بالمفردات !!!....،،،، (خاتمة الهمزة) ... بقيت (واحدة ) قائمة (قاعدة) هي ظاهرة تسول عمال النظافة الذين استغلوا فراغ الساحة فاحتلوا مواقع المتسولين أمام إشارات المرور وللمرة الثانية أرفع لمعالي أمين جدة ما يجري وأملي في أن يمارس سلطته في ردعهم بأي طريقة والوطن أثمن وأغلى ...وهي خاتمتي ودمتم تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]