* كأنهم يقولون لكل مواطنة ومواطن (لا)؛ هذه الأماكن ليست لكم، إنها لنا نحن -المتسوّلين- والله حرام، وأقسم لكم بالله أن ما رأيته بالأمس يحدث أمامي؛ كان شيئًا لا يُطاق، وكم تمنيتُ أن يكون في يدي شيء أفعله لذلك الرجل؛ الذي لم يكتفِ -فقط- بالتسوّل ومُضايقة المارة، بل وقف وأمام الملأ ليتبوّل، ومن ثم يعود لممارسة التسوّل، وكأن شيئًا لم يكن، يعني وصلت الحكاية لهذه المهزلة، والسبب هو أن لا أحد يُحاسب هؤلاء، الذين أساءوا لنا كثيرًا، وضايقونا نحن كمواطنين، وبكل أمانة تصلني يوميًّا رسائل وصور لجيوش المتسوّلين في هذه المدينة، التي أصبح التسوّل فيها عاديًّا جدًّا وكأنه مهنة من لا مهنة له، لا والمصيبة أنهم يمارسونها في شوارع هامة وحيوية كشارع الأمير سلطان، وشارع التحلية بجدة، والمُحَاصَر من كل الجهات من قبل أُناس كانوا يَعملون ولا يَعرفون التسوّل أبدًا، وفيما يبدو أنهم اكتشفوا أن الحكاية مُربحة فقالوا (لا) للعمل، ونعم للتسوّل، وهذا بفضل مكافحة التسوّل في بلدنا التي فيما يبدو أنها مسؤولة عن انتشار الظاهرة.. لا منعها..!! * يا صديقي المسؤول عن مكافحة التسوّل، السلام عليكم، منِّي تحية ومحبة، وبكل صراحة هناك أسئلة كنتُ أهرب منها، وكان داخلي حزنًا لا ينام قط!! وسؤالي لك اليوم هو سؤال ربما يتكرر وسوف يتكرر من هنا إلى أن تقوم من مرقدك!! وتقول لنا عن ماذا صنعت للقضاء على ظاهرة التسوّل التي أصبحت شيئًا لا يُطاق وفعلاً كريهًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة؟! ولكثرة ما نراه يحدث أمامنا من هؤلاء الذين فقدوا الحياء والسبب سكوتكم عنهم!! وسؤالي هو: هل شاهدتَ تلك الجيوش التي انتشرت في كل أنحاء جدة، في جنوبها وفي شرقها وفي غربها وفي شمالها، وفي أسواقها ومساجدها وفي كل مكان؟! حقيقي أنهم نجحوا في كسر حاجز الخوف وفي اختراقنا والتلصص على خصوصياتنا وطرق نوافذ سيارتنا لتصل الحكاية بالأمس للتبوّل أمام الملأ، والبركة فيكم، فقُل لي يحفظك الله أين أنت؟ كي أُقبِّل رأسك على ما قدّمته لنا من إزعاج، ونحن لم نقترف ذنبًا سوى أننا مواطنون لا حول لنا ولا قوة، كما أننا بسطاء ومساكين علّقنا آمالنا على السكوت، مُعتقدين أن السكوت أرحم، وأن الظاهرة تزعج الجميع!! لنكتشف أنها ليست مزعجة سوى لنا نحن، بينما هي على قلوبكم كالعسل، إن لم يكن ذلك فقُل لنا أيُّها المُبجَّل عن أهم أسباب انتشارها، وأمنيتي هي أن تخرج أنت من صمتك فقط قبل وبعد الكتابة، لكي لا اضطر لكتابة مقال ثالث ورابع وخامس وعاشر، ذلك أن وطني يهمني أكثر ممّا تتوقع..!! * (خاتمة الهمزة).. كل العيون المحبة لهذا الوطن تسأل سؤالاً واحدًا: كيف يكون التصحيح وهذا الخطأ يقف في حلوقنا حزنًا يسيء لوطننا ومواطنتنا بقوة؟! وهي خاتمي ودمتم. تويتر: @ibrahim_wssl [email protected] تويتر: @ibrahim_wssl [email protected]