كثير من المؤسسات والشركات في القطاع الخاص تقوم بوضع ميزانيتها ومخططاتها وفقًا للعام الميلادي، واليوم هو آخر أيام العام الميلادي 2014م، ولذلك نجد أن العديد من الشركات والمؤسسات تحرص على إغلاق العام في أفضل صورة، كما تسعى في المقابل إلى بدء تنفيذ خطة العام الجديد. ونحن في بداية عام ميلادي جديد، فإن بداية أي فترة زمنية تُعدُّ في كثير من الأحيان هي من أفضل الأوقات للإعلان عن الخطط المستقبلية، بما في ذلك ما هو الجديد والمخطط للقيام به، فالبعض يعمد لأن يُغيّر عادة ما في بداية العام، والبعض يحرص على اكتساب مهارات وقدرات جديدة، أو الحصول على عمل جديد، أو تكوين أسرة، فالبعض يؤمن أن التخطيط مهم في حياته، وآخرون يعتقدون أن كل ما يُخطّط له غير قابل للتطبيق، ويتركون الأمور للصدفة. مع بداية عام جديد يجب أن يقوم كل منا بمحاسبة نفسه، ومراجعة ما حققه خلال العام الماضي، وهل تمكّن من تحقيق تلك الأهداف التي وضعها قبل بداية العام، وعند وضعه لأهداف العام الجديد يجب أن لا يكتفي بوضع الأهداف، بل يجب أيضًا أن يضع الأسباب المؤدّية لذلك، وأن يكون أكثر دقة في معرفة ماذا يريد بالضبط؟ وما الفترة الزمنية التي سيحتاجها لتحقيق ذلك الهدف؟ وما الأولويات؟ وما العقبات المتوقعة؟ وكيف يمكن تجاوزها؟!. البعض يضع له أهدافًا وأحلامًا مبالغ فيها للغاية، وعندما يضع تلك الأهداف لا ينظر إلى قدراته أو إمكاناته، ولا يحرص على أن تكون الأهداف قريبة من وضعه، فيفشل في تحقيق تلك الأهداف ويكره التخطيط، ولذلك نجد أن في بداية كل عام هناك من هو مبتهج وفرح بما حققه في العام الماضي، وهناك من هو محبط ومستاء من عدم تحقيق أهدافه، فمن هو مسرور يجب عليه أن يواصل، وأن يجتهد ويبذل المزيد من الجهد لتحقيق أهداف أكبر، ومن لم يحقق أهدافه في العام الماضي عليه أن يعيد النظر في خطته، وأن يجعل ذلك الإخفاق حافزًا لتغيير خطته وتطوير طريقة عمله والاستفادة من أخطائه. هو عام جديد يجب أن يكون شعارنا فيه هو التغيير والتحسين والتطوير نحو الأفضل، وأن نسعى لأن تكون نتائجنا فيه أفضل، وأن لا ننتظر إلى نهاية العام لنحاسب أنفسنا، بل يجب أن تكون لنا وقفة يومية أو شهرية، أو حتى ربع سنوية لقياس ما تم تحقيقه من الأهداف الموضوعة في بداية العام. [email protected]