في ظل المبادرات التي تقدمها وزارة العمل منذ اكثر من عامين لدعم سبل توطين الوظائف ، يحرص الكثير من أصحاب الأعمال على مواجهة تلك المبادرات بحجة عدم إمكانية استقطاب الشاب السعودي وإن الشاب السعودي لايمكن تحفيزه للعمل . وفي استطلاع للرأي قامت به شركة بيت دوت كوم بالتعاون مع مؤسسة يوغوف المتخصصة في مجال الأبحاث والاستشارات وذلك لدراسة التوازن بين العمل والحياة لتحفيز الموظفين ، تبين من النتائج أن تقدير الجهد والإنجازات يمثل 47% من اهتمامات الموظفين في حين حققت فرص التدريب والتطوير 45% من المحفزات وحقق التقدم المهني 42% ، كما حقق تقدير جهود الموظف نسبة 40% ، ومن المحفزات توفير فرص النمو الوظيفي على المدى البعيد والمشاركة في صنع القرار وطبيعة الزملاء في العمل والبيئة إضافة إلى المسؤوليات اليومية والقدرة على تعيين وتحقيق الأهداف . وفي اعتقادي أن الشركات اليوم إذا ما أرادت أن تعمل على الاستفادة من مبادرات وزارة العمل فهي في حاجة ماسة إلى استقطاب الشباب والشابات من خلال تحفيزهم وإيجاد توازن حقيقي بين العمل والحياة الخاصة بكل موظف ، إذ إن هذا التوازن يعد الأساس في حياة كل موظف . وتذكر الدراسة أن من أهم المحفزات بالنسبة للمهنيين هي المكافآت النقدية والتي تمثل 55% ، في حين تمثل نسبة شهادات التدريب 35% أما الإجازات فتمثل 19% ، وتمثل الجوائز وشهادات الإنجاز 14% ، ومما سبق يتضح أن على المسؤولين في الشركات أن يحرصوا على تفعيل تلك المحفزات في بيئة عملهم لضمان استقطاب الشباب للعمل لديهم وكذلك استقرار وبقاء العاملين الحاليين . نحن اليوم نقف على مفترق طرق بين ثلاثة أطراف فالطرف الأول هو الدولة ممثلة في وزارة العمل والتي تعمل على رفع نسب توطين الوظائف ، والطرف الثاني هم الشباب والشابات وهم المستفيدون من المبادرات التي تقدمها الدولة والتي تصب في مصلحتهم من خلال خلق المزيد من فرص العمل لهم ، والطرف الثالث هو القطاع الخاص الذي يجب أن يكيف نفسه وفقاً للمبادرات الجديدة والتي من أهم مميزاتها أنها أوجدت الحلول للقطاع الخاص بجوار المقترحات ، كما إنها تقوم بدعم الكثير من المحفزات التي تساهم في استقطاب الشباب والشابات من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية . [email protected]