أودى المتطرّفون الإرهابيون -في شهر نوفمبر الماضي- بحياة خمسة آلاف شخص معظمهم من المسلمين، وتجيء داعش، وبوكو حرام وراء معظم حالات القتل المذكورة، وفي هذا مؤشر إلى أن التطرف أصبح يتحرَّك من العمليات الإرهابية المنفردة إلى شن قتال عن طريق حرب تقليدية؛ بواسطة مقاتلين في محاولة للسيطرة على الأراضي. ومعظم الذين قتلوا مدنيون. جاء ذلك في دراسة حديثة قام بها المركز الدولي لدراسة التطرف؛ بالتعاون مع "بي بي سي"، وهي دراسة توثِّق للعمليات الإرهابية التي تقوم بها منظمات إرهابية باسم الإسلام حول العالم. حوالى 60% من حالات القتل هذه قامت بها كل من داعش وبوكو حرام، واستندت الدراسة على معلومات من الصحافة المحلية، والمنظمات غير الحكومية، وخدمات بي بي سي للرصد، التي أظهرت أن المتطرفين الذين اعتنقوا أيديولوجية دينية متطرفة بها غلوًّا قاموا خلال شهر نوفمبر ب664 هجمة أودت بحياة 5042 شخصًا في نوفمبر الماضي، كان حظ العراق من هذه الحالات 1770 قتيلاً، لكن أكثر تلك الحالات دموية كانت في نيجيريا، حيث قام المتطرفون ب72 عملية إرهابية أودت بحياة 786 شخصًا. أمّا في ميدان المعارك بسوريا والعراق -حيث توجد داعش- فقد شهد أكثر حالات القتل، وارتفعت حالاته أيضًا في اليمن والصومال وباكستان للمئات. وباستبعاد القتلى من بين الإرهابيين أنفسهم؛ وجثث لأشخاص مجهولين، فقد وجد الباحثون أن أكثر من نصف القتلى في نوفمبر من المدنيين، وغالبيتهم العظمى من المسلمين. وحدثت معظم حالات القتل بواسطة القصف، ولكن هناك أعداد كبيرة من هؤلاء القتلى تمت تصفيتهم بواسطة إطلاق الرصاص والكمائن والإعدامات. أمّا تنظيم القاعدة -الذي كان يعتقد أنه في تراجع بعد مقتل زعيمه- فقد قتل 410 أشخاص، وتُظهر الأرقام تحولاً في تكتيكات المنظمات الإرهابية، إذ تحوّلت لمجموعات شرسة في مواجهة حكومات ضعيفة، كما في حالة الصومال وغيرها. وقد أورد التقرير عدد القتلى الذين قام بقتلهم كل تنظيم إرهابي على حدة، وكان أكبر عدد من الضحايا تم تصفيتهم عن تنظيم داعش وعددهم 2206، يليه بوكو حرام 801، فطالبان 720، فالقاعدة في الجزيرة العربية 410، فالشباب الصومالي 266، فجبهة النصرة 257، فطالبان الباكستانية 146، فجماعة الأحرار 60. في حين أن أكثر حالات القتل تمت في العراق، حيث بلغ عدد القتلى 1770، تليها نيجيريا 786، ثم أفغانستان 782، فسوريا 693، فاليمن 410، فالصومال 216، فباكستان 212، فالفلبين 50، فكينيا 50، فليبيا 15، فالكاميرون 13، فمصر 5، فالنيجر 1، وقد بلغ عدد القتلى المدنيين 2093، وعدد القتلى العسكريين 1723، وأفراد الشرطة 147، والمسؤولين الحكوميين 84، والمجهولين 61. وتُظهر الدراسة الصعوبات التي تبذلها مختلف الحكومات في مواجهة الإرهاب، لكن هذا التقرير لا يُوضِّح أن حالات القتل هذه ستكون في ارتفاع، فربما تنخفض تلك الحالات بسبب جهود قوى التحالف الدولي في ديسمبر الحالي، وما يليه من شهور. المزيد من الصور :