في جدة اليوم مشروعات كثيرة في طرقاتها وشوارعها. وكل من هذه المشروعات يستحل جزءًا لا بأس به من مسارات هذه الطرق تشكل في النهاية ما مجموعه 30 أو 40% من المخصص للحركة المرورية، التي بالكاد تفي باحتياجات العدد الهائل المتزايد من المركبات. والتي تزيد يوميًّا بمعدل 700 إلى 800 سيارة تدخل الخدمة جديدة كانت أو مستخدمة. المشكلة أن هذه المشروعات تستغرق أحيانًا سنة، أو اثنتين، أو أكثر؛ ممّا يعني امتداد معاناة الناس على مدار اليوم، وطوال العام. وفي الوقت نفسه، يقطع المشروع مشوارًا مع مرور كل يوم، أي في معظم الحالات تقل الحاجة إلى استحلال المساحة الأصلية المقتطعة لصالح العمل في المشروع. لكن في المقابل لا يتحرّك المشرفون على المشروع، ولا تتحرّك الجهات الرسمية صاحبة المشروع لمطالبة الشركات المنفذة بتقليص المساحات المشغولة المحجوزة؛ لتتفضل بتحرير الحركة المرورية -ولو بصورة جزئية- عائدها كبير بالنسبة لمرتادي الطريق (المزنوق). وما يحدث في جدة له مثيل كذلك في كل المدن التي تسعد بهذه المشروعات، لكنها تضيق بطول فترات (الزنقات) المرورية المستهلكة للأوقات، والأخلاق، والأعصاب. ولعل الرياض تمتلك وفرة في هذه المشروعات؛ ممّا يعني وفرة في (الزنقات). والحال نفسه ينطبق على مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والدمام، والخبر، وبقية المدن المحظوظة (المزنوقة). ما الحل؟ الحل هو إعادة تقييم مواقع (الزنقات) بصفة دورية، حتى يتم تحرير الفائض الذي كان ضروريًّا في بداية المشروع، ثم أصبح (ترفًا) لا لزوم له، إذ ربما تم الاكتفاء بنصف ما سبق أو بثلثه. وعلى كل حال، فأي (تنفيس) على الناس هو في النهاية إنجاز يستحق مَن كان وراءه الدعاء والثناء والإشادة. منطقيًّا لا يمكن أن يتطلّب المشروع المساحة المحتلة نفسها من بداية المشروع حتى نهايته، فذلك مستحيل إلاَّ إذا كان المنفذ من ماركة (متعثر بجدارة)، ومعه يتعثر مرتادو الطريق، وتتنغص معيشتهم. أحد الأصدقاء اقترح المبادرة إلى الهجرة إلى خارج جدة لحين استكمال معظم المشروعات (الخانقة)، ثم العودة، وقد اكتسى وجهها بلوحات من الجمال والتنظيم عبر شوارع فسيحة، وأحياء راقية، وجهاز مروري يقظ. [email protected] [email protected]