شكر قدر الجبال على إنجاز تصدّى له الرجال. سرور توغل إلى معظم سكان جدة، وإلى سائقي مركباتهم غدوةً وعشيًّا. إنه طريق الأمير ماجد، الذي أصبح -بعد طول انتظار- سريعًا، فاختصر المسافات، ووفّر الأوقات، وخفّف الضغط عن خط الحرمين، وشقيقه طريق المدينة. لكنّ هذه الفرحة ما زالت تعاني من تنغيص متكرر، لن يحلّه إلاّ الانتهاء جملة وتفصيلا من كابوس العمل الذي يجري على أرصفته القديمة، وفي جوانبه العتيقة. وكالعادة يسأل الناس في الوقت الضائع: لماذا لم تتم كل هذه التعديلات من قبل؟ لما لم تُنجز يوم كنا ننتظر المشروع الذي تأخّر يومًا بعد يومٍ، بل وشهرًا يتلوه شهر؟ لماذا ضاعت كل تلك الفرص الذهبية لافتتاح المشروع الجميل بكل مقومات نجاحه، دون كدر لاحق كما هو الحال كل يوم؟! صحيح أن هذه الأشغال مهمّة وضرورية، وصحيح أيضًا أنها تتم ببطء ملحوظ لا يليق بالحركة المرورية الهائلة التي يعاني منها، وصحيح أيضًا أن هذا البطء سبّب أكثر من حادث، بل يوميًّا تتلبك الحركة كأنما توقفت تمامًا، وفي أكثر من موقع على الطريق؛ لأن حوادث الاصطدام من الخلف تتكرر باستمرار، وانتظار (نجم)، أو (المرور) لفض الاشتباك يستغرق وقتًا طويلاً، خاصة وأن الخط نفسه يعاني من تلبك بسبب هذا الحادث أو ذاك، وتلك الحفريات والإصلاحات والتعديلات. وحتى نكون منصفين لا بد أن نذكر حسنة كبيرة لهذا الطريق، كما لزميله طريق المدينة. إنه طريقٌ خالٍ من الأكتاف التي تبالغ وزارة النقل في الاحتفاء بها، حتى تصبح مسارًا إضافيًّا غير نظامي، يسيء استخدامه المتهوّرون الطائشون؛ ليضايقوا به خلق الله الآمنين ويروّعوهم، وليتسببوا في أنواع من الحوادث المفزعة، والمخالفات المقرفة. هذه دعوة لوزارة النقل: تخلّصوا من أكتاف طريق الحرمين السريع داخل المدن، ودعوها في الخطوط البعيدة التي يغيب عنها المتهوّرون إيّاهم. تعلّموا من أمانات المدن شيئًا مفيدًا هذه المرة، وصدّقوني لن تندموا، ولن يخسر إلاّ ساهر، إذ سيضطر الكل إلى السير باحترام في ظل ازدحام يحول دون اختراقه متهوّرون يركبون كتف الطريق بكل صفاقة وقلة أدب. [email protected] [email protected]