جدة تعيش ورشة عمل لا تكاد تهدأ! لكن هل يعني ذلك استحالة تحسن ظروف الحركة في شوارعها المتخمة بالورش؟ طبعًا لا؟ في البلد طاقات كبيرة يمكن تسخيرها فقط لتُفكِّر وتُقدِّم حلولًا جريئة تُخفِّف من وعثاء الطرق خاصة في أوقات الذروة (ومعظم الأوقات أصبحت ذروة)، وكأننا في الرياض العاصمة. خذوا مثلًا طريق الأمير ماجد الذي أصبح سريعًا وبطيئًا في الوقت نفسه! يقول مستخدموه في الصباح الباكر إنه أشبه ما يكون بطريق المدينةالمنورة في ذروة ازدحامه! هل يعني ذلك الاستسلام لهذا الواقع؟ أم العمل على تحسين ظروف الحركة فيه خاصة عند مصبّه الجنوبي عند دوار الملك عبدالعزيز في المطار القديم حيث (اللعبكة) المرورية غير المعقولة! يُقال إن هناك خطة لحل الإشكالية عبر تنفيذ نفق وجسر، لكن حتَّى يتم التنفيذ لا بد من عمل شيء.. مثلًا إشارة مرور مؤقتة تعمل في أوقات الذروة صباحًا وظهرًا خاصة وقت التوجه إلى الجامعة والخروج منها. ومشروع قطار الحرمين الذي يبدو أن سكتة قلبية أصابت بعض أطرافه، وهو ما يُؤكدّه تحقيق جريدة المدينة (16 مارس) المدعوم بصور تُوضِّح أن لا عمال ولا معدات ولا يحزنون في عدة مناطق، منها جسر القطار في أبرق الرغامة، ومنذ 8 أشهر. العمل الدؤوب الواضح جارِ في المحطة الرئيسة الملاصقة لحي السليمانية حيث عشرات الرافعات المتحركات. بصراحة هذا المشروع يحتاج إلى لوحة تُوضِّح تاريخ الانتهاء المُتوقَّع، طبقًا لتعليمات (نزاهة). ولنتذكَّر أن الناس في انتظار إزالة جسري طريق الملك عبدالله والتحلية المتقاطعين مع طريق الحرمين، وتأخيرهما قد يُطيل أمد المشروع لاحقًا. وجسر بريمان خير شاهد، فهو ما زال رهن التجميد بالرغم من مرور وقت طويل جدًا على إعادة بنائه دون الانتهاء من أطرافه حتى يمكن استخدامه. الأمثلة كثيرة على كثرة المشروعات الملعبكة، لكن المأمول تدارك ما يمكن تداركه تخفيفًا من الازدحام الممل. وعلى المسؤول استنفاد كل السبل المتاحة والاستماع إلى جميع الآراء الناصحة والاستعانة ببقية الجهات المعنية وعلى رأسها المرور. جهود مشكورة مُقدَّرة، لكن أحسب أن بالإمكان أحسن مما يكون وكان!! [email protected]