المدينة - السعودية لم تعد داعش مجرد نكتة نستمتع بتداولها ونستهزئ بحركاتها وفلتاتها وأقوال سادتها و»حلفائها». صحيح من قال: (إن معظم النار من مستصغر الشرر)، وأزيد فأقول «إن معظم الرزايا من مستعلِ أشر». هكذا فعل جورج بوش الابن الذي أسلم العراق لمن لا يحسن قيادته، فكان خياره نوري المالكي، وهو مستعلٍ أشر، سكتت عليه قوى الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة وعلى سوء إدارته، وعلى شنيع طائفيته، وعلى استشراء جهله. كانت شرارة استصغرها الجميع ، حتى كبرت وأينعت شراً وبلاء، بل كوارث ماحقة ليس لها من دون الله كاشفة. ذلك الفراغ الهائل الذي أورثته القوى التي احتلت العراق، ثم رحلت وتركته في أيدٍ غير أمينة لتكون ناراً مستعرة تحمل رايتها «داعش» كما حملتها من قبل الصفوية المجوسية التي أشبعت أهل السنة تشريداً وتقتيلاً واغتصاباً. الحال في العراق مثل نهر جار نظيف تسلطت عليه قوى البغي من هنا وهناك، فكانت البداية بصدام الذي دنس بعض جنبات النهر، ثم أزيل صدام وترك النهر ليزداد اتساخاً وقذارة حتى كاد أن يجف، فنمت فيه كل أنواع الحشرات والعقارب والأفاعي حتى كبر حجمها واستفحل خطرها ولم يعد من السهل احتواؤها. وحتى عندما أرادت الولاياتالمتحدة صد هجمات «داعش» على الأكراد فعلت ذلك على استحياء بالغ، مع أن بإمكانها تقديم المزيد، فهي تملك القدرات العسكرية اللازمة وزيادة. أليس ذلك شأناً عجيباً؟ وفي تصريح «إنساني» لطيف قال أوباما إنه لن يسمح بقصف «داعش» داخل المدن المكتظة بالسكان! وعندها وددت لو سألت أوباما: (حتى لو كان اسم إحدى هذه المدن «غزة»؟) الله وحده يعلم ما الذي يخبئه القدر للشام والعراق في ظل هذه الفوضى التي نشرتها داعش ولا تزال! وفي ظل هذا التقتيل الأهوج جزاً للرؤوس وبقراً للبطون وسبياً للنساء! ولأن العراق عن دول الخليج ليس ببعيد، فالله وحده نسأل أن يقينا شرهم، وأن يرد كيدهم في نحرهم، وأن ينتقم من اعتنق فكرهم المسموم، ذلك أنهم استحلوا الدماء المعصومة وفتكوا بالعباد وأكثروا في الأرض الفساد. داعش تحولت من نكتة إلى نكبة. [email protected]