(أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل؛ يتعصب لجهله ويشوّه بأفعاله القميئة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام). لعل حادثة الأحساء ورغم ما انطوت عليه من خطورة تداعياتها كونها الحادثة الأولى التي اتّخذت من المذهب ذريعة، لم نعهدها قط في وطن يعلو كعب لُحمته المتماسكة على ما عداها من المذهبية والمناطقية «العيون الساهرة».. الأجهزة الأمنية تعاطت مع الحادث بمهنية وتناسق، وتمكنت بفضل من الله من رقاب «المستدعشين الجدد» الذين لم يراعوا إلاّ ولا ذمّة باستهدافهم الآمنين في دورهم والولوغ في دمائهم لا لشيء إنما لأنهم يختلفون عنهم في المذهب وحسب، رغم أن هؤلاء المختلفين هم جزء لا يتجزأ من مكونات قماشة الوطن الزاهية. إن ما تحقق ميدانيًا في نزع فتيل الفتنة الطائفية التي كادت أن تشتعل، يتطلب منّا بادئ ذي بدء كمواطنين أولاً ومؤسسات رسمية الشروع فورًا في محاصرة ومحاربة ثقافة الطائفة، بل وتحريم الخطاب الطائفي المتشنج الصادر عن كلا المذهبين سنّة كانوا أو شيعة، ولتكن الانطلاقة من منابر المساجد التي وللأسف اتخذها البعض من الأئمة والدعاة منصات لتمرير التكفير حينًا والحط من شأن المختلفين حينًا آخر، وفات على بعض هؤلاء الأئمة والدعاة أن الاختلاف سنّة كونية «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».. وفات عليهم أن الدين لله والوطن للجميع، الوطن مسؤوليتنا جميعًا، قاتل الله «الدعشلوجيا» التي أفرزت لنا «المستدعشين الجدد». * ضوء: (يجب أن يكون الهدف الأساسي لأي ديانة ليس إدخال الناس الجنة، ولكن إدخال الجنة إلى داخل كل إنسان). [email protected]