تضاعفت معاناة سكان حي النزهة من أكوام الحديد التي تركها أصحابها في الطرقات بجانب ترك اصحاب الورش بالصناعية الشمالية المركبات التالفة وأصبح كثير من السكان يتجنبون السير في بعض الطرق ابتعادًا عن الزحام الناتج من تراكم تلك المركبات فيما أوضح مصدر مُطلع بأن أمانة محافظة جدة قامت بتكليف 3 شركات لإزالة تلك السيارات الخربة في وسط وشمال وجنوب جدة ونقلها إلى موقع مخصص لها بعد وضع ملصق تنبيهي عليها، وتحديد موعد الإزالة. «المدينة» تجولت في الحي والتقت عددًا من المواطنين، والتقطت عدستها العديد من الصور التي تجسد المأساة. وقال يحيى علي -أحد العاملين بالصناعية- إن معظم الأحياء بمدينة جدة اشتهرت بالسيارات التالفة والقديمة التي رُكنت منذ زمن طويل، وتحديدًا في حي النزهة والصناعية الشمالية، فأينما تُرسل نظرك ستجد هناك مركبةً ظهرت عليها العديد من مظاهر التغير نتيجة وقوفها لفترة طويلة بعد أن اختفى أصحابها ولا تكاد أن تجد موقفًا لسيارتك كما أن الزبائن أصبحوا لا يجدون موقفًا لمركباتهم نتيجة تكدس الحديد المهمل في كل مكان. وأضاف سليم عبدالسميع: «أصبحت محلاتنا تعمل بنصف طاقتها نتيجة لتراكم السيارات الخربة فقد تسببت في طرد الزبائن من المنطقة حيث إنهم عندما يشاهدون هذا القدر من المركبات وقد توقفت أمام المحلات مستهلكةً جميع المواقف يقومون بالبحث عن وِرشٍ أخرى». وعند سؤاله عن مصدرها أجاب: «نفاجأ كل صباح بأن أعداد المركبات التالفة في ازدياد، فأصحابها يقومون بإحضارها في المساء بعد أن تُغلق جميع الورش أبوابها وفي أحسن الأحوال نُشاهد مالكيها بعد أسبوعين أو ثلاث وقد أتى ليستفسر عن سعر إصلاحها ثم يُعاود الاختفاء مجددًا. حاوية نفايات ويضيف يوسف خالد: «تحولت معظم المركبات التالفة إلى حاوية للنفايات فبعد أن تأخرت الأمانة في إزالتها بدأ أصحاب الورش بجمع النفايات بداخلها ليصبح منظرها أكثر سوءًا من ذي قبل». شاركه الحديث صلاح محمد قائلًا: إن الأمر أصبح أكثر سوءًا من ذي قبل حيث إنه يتبين أنها احتوت على كم هائل من الأخشاب والمخلفات والزيوت التي لم يجد أصحاب الورش مكانًا ملائمًا لرميها سِوى في تلك المركبات. مخاوف السكان: وقال باسم أحمد: إن المخاوف المستمرة ما زالت تداهم وتهدد سكان الحي في كل لحظة حيث إن تلك المركبات أصبحت تُمثل بيئة مُلائمة لسكن المجهولين كما أن أعدادها الهائلة تهدد سكان الحي فغالبية تلك المركبات تكون خزاناتها ممتلئة بالوقود وأكثر ما يخشاه السكان هو اشتعال أحدها نتيجة ثقب في خزانها أو نتيجة الإهمال أو الشرار المتطاير من أعمال اللحام وغيره مما قد يتسبب في كارثة. وأضاف عدنان منصور: إن تكاثر تلك المركبات والتزايد الملحوظ في أعدادها أصبح يُشكل خطرًا واضحًا على السكان فتراكمها يسهم في ترويج للممنوعات والجرائم المختلفة الأمر الذي أجبر السكان على العيش في قلق دائم. وتساءل ناصر حرازي عن تأخر الأمانة في إزالة تلك المركبات وتغريم أصحابها قائلًا: إنه بالرغم من أن الأمانة قامت بوضع العديد من الاستيكرات التي تحمل تاريخًا لإزالة تلك المركبات إلا أن أعدادها تواصل التزايد بشكل مستمر مضيفًا أن وقوفها بهذا المنظر كفيل بنقل التلوث داخل الحي نتيجة لتسرب الزيوت والمواد البترولية من خزاناتها. ومن جانبه أوضح مصدر مُطلع بالأمانة أن أمانة محافظة جدة قامت بتكليف 3 شركات لإزالة السيارات الخربة في وسط وشمال وجنوب جدة حيث تقوم تلك الشركات بسحب المركبات المخالفة ونقلها إلى موقع مخصص لها بعد أن تقوم بوضع ملصق تنبيهي عليها، ويتم تحديد موعد الإزالة في الملصق حيث تتم إزالتها من الموقع بعد 14 يومًا ويتم نقلها والاحتفاظ بها في الموقع المخصص لها والكائن في طريق «هدى الشام» لمدة 90 يومًا وفي حين تغيب صاحبها عن البحث عنها ومراجعة الأمانة تقوم الأمانة باتخاذ اللازم حيالها وبيعها في مزادات علنية. ومن جانب آخر قال بسام أخضر -عضو بالمجلس البلدي- إنه لا يحق لأصحاب الوِرش إيقاف تلك المركبات بشكل مخالف كما لا يحق لمالكها إلقاءها بتلك الصورة غير الحضارية لأن تلك الأراضي هي ملك للغير منها ما هو أملاك شخصية ومنها ما هو أملاك حكومية وهذا تعدٍ واضح عليها. وبالسؤال عما إذا كان «المجلس» قد قام بدراسة لحال الصناعية الشمالية وحي النزهة من هذا الجانب ورفع توصيات إلى الأمانة أجاب قائلًا: «عمل المجلس يتمثل في متابعة أعمال الأمانة وتقييمها حيث إن الأمانة تقوم برفع تقاريرها وأعمالها إلى المجلس فدور المجلس يكون رقابيًا». وطالب الجهات الرسمية بضرورة التحرك وتشكيل لجنة عاجلة للنظر في حال تلك المركبات لا سيما أن مُلاكها مجهولون، كما أن هنالك كثيرًا من القضايا التي أثيرت حولها كالسرقة وغيرها. المزيد من الصور :