تنويه : لخطأ فني غير مقصود ، سقط جزءٌ من مقال الكاتبة الأستاذة البتول الهاشمية من موقع الصحيفة الإلكتروني الأسبوع الماضي.. لذا نعيد نشر المقال كاملاً ، مع الاعتذار للكاتبة وللقارئ الكريمين في مرة كتبت مقالاً اسمه حضارة من شمع ..هل تذكرونه؟ كنت أتساءل به ماذا سنفعل بعد النفط ...أذكر وقتها قد تبجح البعض وهم يذكرونني بأرقام الاحتياطي التي لدينا وبالواقع شعرت بنوع من الراحة ..رغم أني لم أقصد وقتها انتهاء النفط بقدر ما كنت أقصد ماذا عبأنا من مناجم العقول تمهيداً لتلك المرحلة ؟ اليوم اسمحوا لي أن أغير سؤالي قائلة : ماذا لو لم يعد للنفط فائدة !! *** في بداية هذا العام وعلى خلفية الأزمة الأوكرانية هددت أوروبا بعزل موسكو اقتصادياً, فجاء الرد عبر وزير الطاقة الروسي بأن على أوروبا إذاً أن تشحذ فؤوسها لتأمين الحطب لتدفئة أبنائها , ملمحاً طبعاً لقطع الغاز عن القارة العجوز ،هل تذكرون كيف فعلها العرب بقرار سعودي في حرب أكتوبر في القرن المنصرم وقطعوا النفط , يومها توقفت المعامل والسيارات وقال الرئيس الألماني كلمته المشهورة : " لقد عاشت أوروبا برداً لن تنساه أبداً في حياتها " !! نعم لقد صدق الرجل ..لم ينسوه أبداً لقد سجلوا تلك الواقعة بتاريخهم وسمُّوه باليوم الأسود ومن يومها وعلماؤهم ومفكروهم يبحثون عن طريقة لقلب الطاولة على النفط واقتصاده لتغيير تلك العملة ..عملة النفط العربي ..وأظن أن أيَّ نبيه سيفعل فعلتهم.. فكيف لهم أن يعتمدوا على عملة لا يملكون مناجمها.. خصوصاً أنهم من جعل لها قيمة بصناعاتهم وتجاراتهم واقتصادهم! كلنا نعرف الآن ان وكلاء آبل ..آى بي أم .. وغوغل والفيس بوك وتويتر هي مجموعة شركات تتشابك وتتفرع بانية أقوى اقتصاد عالمي في الوقت الحالي.. وهو اقتصاد بيع وشراء تكنولوجيا التواصل الاجتماعي هذه القوة المتنامية تذكرنا بذروة تنامي شركات التواصل في الثورة الاقتصادية الثانية من القرن الماضي والتي كانت عبارة عن السيارات ..والطيارات ..والقطارات السريعة ،والتي كان يجمعها كلها الاعتماد على النفط . الآن بدأ يتراجع هذا كله أمام التواصل في عالم الإنترنت.. والصناعات المعتمدة على تصاميم الهيدروجين والطاقة البديلة .. فلست محتاجاً لترى وجه من يحترق قلبك عليه شوقاً أكثر من كبسة زر. ولست محتاجاً لركوب مخاطر الهواء والسفر ساعات طوالاً معلقاً بالهواء لتوقع عقداً مع أهل السند والهند. ولن يسافر طموحك كسهمٍ موغلٍ بالغابات المجهولة لو أحببت ان تدرس بالصين. كل ذلك قد يحصل معك الآن بدقائق "مع دوده " فقط.. وقد يقول قائل ..ولكن ألا يستحق القائمون على هذه الصناعات شكراً وتبجيلاً لقد كفوا المؤمنين القتال بساحات الجهد والسفر وجعلونا ننام متواصلين قريري العين ! نعم أظن أنهم يستحقون ..ولكن .. وآه من كلمة لكن !! *** الثورة الصناعية الثالثة يا سادة لم تبقَ على الأبواب.. لقد دخلنا اليها مسحورين عن طريق النت ومواقع التواصل وأجهزتهم الذكية. والآن تخيلوا ..تخيلوا فقط لو قطع عنا الإنترنت وتواصلنا مع أقمارهم الصناعية ،ماذا عسانا فاعلين ؟ اظننا سنفعل مثل فعلتهم وننزل الى الشارع ونحطم الدنيا ونبحث كيف سنصل لبعضنا بعد أن نكون قد فقدنا أوراقنا وتاريخ أوطاننا ..ومعلومات أعمالنا ..و...و لقد أجبروك أن تبيع وتشتري وتسافر بعملة هم يملكون مفاتيحها .. والأدهى من ذلك حتى الكهرباء ستتدفق الى منزلك وستباع وتُشترى عن طريق النت .. بل وما خفي كان أعظم ! *** مكعب نفط " ماذا بقي اليوم من ذلك النفط الذي يمكننا فيه أن نصنع شتاء عالمياً قاسياً " أما كان علينا أن نسأل هذا السؤال من الأمس بل وقبل الأمس !! [email protected]