يؤكد الباحثون والأكاديميون في لقاء الحوار الوطني العاشر الذي عني بموضوع مواجهة التطرف أن الحوار بين أطياف المجتمع هو أولى خطوات المواجهة الحقيقية للفكر الضال وظاهرة التطرف والغلو التي باتت تهدد الأمن والاستقرار، وطالبوا بنشر ثقافة الحوار وتعزيز المواطنة والانتماء بخاصة بين الشباب لمواجهة آفة التطرف التي قد تهدد لُحمة الوطن، والتصدّي لدعاة التطرّف والنَّيل من الوحدة الوطنية، والتركيز بشكل أكبر على الشباب، وتوفير الأجواء الضامنة لتعزيز المواطنة لديهم. كل ما جاء في لقاءات مركز الحوار الوطني وما سيجيء لاحقًَا من تأكيدات نظرية على أهمية الحوار ونشر أدبياته، وتعزيز المقومات الشخصية في النشء للانفتاح على وجهات النظر الأخرى، وقبول الآخر، واحترام حق الآخر مهما اختلف، هي امتداد ضوئي لشعاع المبادرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعية لحوار الأديان عالميًّا، والداعمة للحوار الوطني الواعي المسؤول. كل ما تؤكده لقاءات المركز تثبت أهمية هذا الحوار التي نصطلح عليها جميعًا، لكن سيبقى الأهم وهو التوصل لإجراءات تنفيذية تترجم ما ينظره المركز إلى تطبيقات واقعية بالشراكة مع المؤسسات ذات العلاقة، لنصل إلى ثقافة حوار متأصلة ومنتشرة في المنزل والمدرسة والشارع ووسائل الإعلام ومدرجات الملاعب، توصيات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وبرامجه التدريبية، وجهوده المحمودة تستحق أن تمنح صلاحيات للنفاذ، وأن تشمل تصميم مشروعات تصل للمستهدفين فتتداخل مع المناهج وطرق التدريس لغرس كفايات الحوار وأدبياته في النشء، وتضع بصمتها على ضوابط البث وترشيد التصاريح التي تصدر من خلال المنابر المختلفة وفي كل المجالات، لئلا تمنح الفضاءات للمتهورين والمتطرفين والمتعصبين وقصيري النظر وعديمي المسؤولية الوطنية. التطرّف سمة شخصية إن نمت داخل النفس وأججت وتعاظم اشتعالها لأي سبب؛ فسنرى أعراضها في مجال آخر أخطر، والتعصب الرياضي مثال حي، فالمتعصبون الرياضيون الذين تتبدل عندهم الانتماءات ولا يبالون بالقيم والمرجعيات هم أكثر عرضة لنزعات تطرف أخرى، لأن نفوسهم ستغمس بطابع العنصرية والطائفية، والرياضة التي لا ينافسها مجال في استقطاب اهتمامات الشباب الذين يمثلون النسبة الأعلى من المجتمع السعودي جديرة بوعي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وبحاجة ماسّة لتدخل برامجه في توعية جمهورها ووضع الضوابط لتهذيب الحوار الرياضي الذي تدنى لأسوأ الدرجات، التعصب الرياضي الذي ترعاه وتؤججه مؤسسات إعلامية ويقوده قادة رأي عيانًا بيانًا حتى وصل الأمر لبعض منابر المساجد هو من آفات التطرّف، ويمثل خطرًا على اللُّحمة الوطنية، وينبغي مواجهته ومجابهته بصرامة، المنابر الإعلامية يجب ألا يصل إليها المتطرّفون، وألا يُمكَّنوا من نشر الكراهية والعداء بين أبناء المجتمع تحت أي عنوان. @511_QaharYazeed [email protected]