ترجل فارس آخر من فرسان الصحافة السعودية الكبار، وغيب الموت واحدا من القامات الصحفية والادارية الرفيعة التى خدمت الوطن بكل اخلاص ومسؤولية فى كل موقع. ربط باقتدار العمل الاداري والصحفي، وزينت رحلته تجارب متميزة فى قطاعات عديدة صبت كلها فى خدمة الوطن. رحل عبدالله بن عثمان القصبي المولود فى عام 1342 ه فى مدينة الرياض تاركا وراءه ميراثا من التجارب والعلم والخبرة وتاريخا من العمل المتقن فى كل المناصب التى تولاها، ومخلفا حروفا من ذهب كتبها بكل تمكن سيظل بريقها دوما ينير دروب الصحافة والاعلام. توجه الراحل للعاصمة المصرية القاهرة ليتلقى عصارة العلم الصحفي، فحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة فى عام 1368ه. ثم على ماجستير الصحافة من ذات الجامعة العريقة فى عام 1376 ه. ونقل الراحل كل ما تعلمه من خبرة ودراسة الى القطاعات التى عمل بها حيث تولى العديد من الوظائف الحكومية والخاصة فشغل منصب رئيس قسم السكك الحديدية بوزارة المواصلات ثم مديرًا عامًا لمصلحة الطرق ثم رئيسا لبلدية جدة ثم استقال ليعمل مديرًا عامًا لمؤسسة عبدالله هاشم لمدة عامين ثم مديرًا عامًا لمؤسسة المدينة للصحافة والنشر 1386 ه - 1389 ه ثم تفرغ للعمل الخاص حيث أنشأ مؤسسة (كرا) للمقاولات ورأس مجلس إدارتها. ومن مساهماته التى لا يمكن إغفالها وضعه الهيكل الإداري الأول لوزارة المواصلات في بيت الجفالي بالطائف فى عام 1363 ه. وعلى الرغم من عضويته في مجالس ادارات العديد من الشركات، ومشاغل العمل الاداري، الا انه لم ينس عشقه للأدب وللصحافة فمارس الكتابة في العديد من صحف المملكة، ولاشك أن الكثير من محبيه ومتابعيه سيفتقدون القلم الصادق الذى حمله الراحل ليسطر به كلمات قوية شجاعة أمينة عبرت عن الوطن وآماله وهمومه.