اصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء امس الجمعة، قرارا جمهوريا بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد شهر ونصف من إقالة حكومة باسندوة في ال21 من سبتمبر الماضي، عقب سيطرة جماعة الحوثي المسلحة على العاصمة صنعاء. وتضمنت الحكومة الجديدة (35 حقيبة وزارية) برئاسة المهندس خالد محفوظ بحاح بينها 4 حقائب اسندت للنساء وهي المشاركة الاكبر للنساء في الحكومات اليمنية. وفيما استحدث وزارة جديدة في التشكيلة الحكومية هي (وزارة الدولة لتنفيذ مخرجات الحوار)، ازاح قرار التشكيلة الجديدة وزراء من العيار الثقيل، أبرزهم وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد، ووزير الداخلية اللواء عبده حسن الترب، والقيادي المؤتمري نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات الدكتور احمد عبيد بن دغر، كما تضمنت التشكيلة الجديدة (28) وزيرًا وجوها جديدة معظمهم من الشباب، فيما أبقت التشكيلة على 7 وزراء فقط من الحكومة السابقة. واحتفظ 4 وزراء من الحكومة السابقة بحقائبهم هم وزير المالية محمد زمام، ووزير الكهرباء عبدالله الاكوع، ووزير الشؤون القانونية محمد المخلافي، ووزير الزراعة فريد مجور، بينما تناقل 3 وزراء في مواقعهم هم وزير التربية عبدالرزاق الاشول الذي اسندت له وزارة التعليم الفني، ووزير الرياضة السابق معمر الارياني الذي اسندت له السياحة، ووزير التخطيط محمد سعيد السعدي الذي اسندت له وزارة التجارة والصناعة. ولقيت التشكيلة ارتياحا كبيرا لدى الشباب لما حملته من وجوه جديدة، وكفؤة ابرزها القائد العسكري البارز المثير للجدل، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء محمود الصبيحي الذي أسندت له وزارة الدفاع، كما اسندت وزارة الداخلية لرئيس جهاز الامن السياسي (المخابرات) اللواء جلال الرويشان. إلى ذلك، استعرض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أمس الجمعة قوته الجماهيرية، رفضا للعقوبات ومتحديًا المجتمع الدولي الذي يعتزم فرض عقوبات عليه وعلى اثنين من قيادات الحوثيين. فيما لا تزال جماعة الحوثي تتوسع باليمن تحت ذريعة محاربة تنظيم القاعدة. من جهتها أعلنت وزارة الداخلية اليمنية مساء امس الجمعة، عن مصرع القيادي في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب السعودي الجنسية تركي العسيري وإصابة آخر يمني من عناصر التنظيم، في اشتباكات مع قوات الأمن اليمني بمحافظة لحج، جنوب اليمن. وقتل ليلة أمس، 15 مسلحًا حوثيًا في هجوم لمسلحي القبائل بمنطقة رداع التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن، فيما قالت مصادر محلية ل»المدينة»: إن مسلحي الجماعة يتوسعون في بلدات تعز، حيث أكدت المصادر أن الجماعة سيطرت أمس بالكامل على بلدة الخوخة الساحلية (السياحية) آخر مناطق محافظة الحديدة، والقريبة من مديريات شرعب المحيطة بالجهة الشمالية الغربية لمدينة تعز. واحتشد عشرات الآلاف من أنصار الرئيس السابق (صالح) في العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، في مظاهرات ومسيرات أطلق عليها جمعة «رفض الوصاية» على اليمن، فيما نددت اللجنة الشعبية التي شكلها أنصار صالح ما أسمتها بتهديدات السفير الأمريكي بصنعاء لصالح، بفرض عقوبات دولية عليه من قبل مجلس الأمن الدولي، وبناء على طلب من لجنة العقوبات الخاصة باليمن التي كان قد شكلها المجلس في شهر فبراير الماضي. وأعلنت اللجنة الشعبية للتصدي للهيمنة الخارجية -أنصار صالح- في بيان صادر عن التظاهرات أمس، أنها ستتابع المستجدات والتطورات المتعلقة بالتهديد والتلويح بفرض عقوبات على مواطنين يمنيين، مؤكدة أنه في حال تنفيذ هذه التهديدات فإنها ستتخذ إجراءات تصعيدية شعبية سيتم الإعلان عن زمانها ومكانها وأهدافها في الوقت المناسب، معلنة رفضها المطلق لكل محاولات التهديد بالعقوبات أو التلويح بها. واعتبر البيان تهديدات السفير الأمريكي لصالح تصرفًا غير مقبول، وطالب الحكومة اليمنية ووزارة الخارجية ومؤسسة الرئاسة باتخاذ موقف حاسم ضد هذا التصرف الذي يمثل خرقًا لكل الأعراف الدبلوماسية، ودعا بيان التظاهرات كافة الجهات الرسمية والأطراف السياسية وقوى المجتمع المدني إلى رفض التهديدات الأجنبية ضد المواطنين اليمنيين أو محاولة استخدام مجلس الأمن عصا مسلطة لتمرير أهداف ومشروعات يراد منها تنفيذ أجندات ومخططات تستهدف أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلمه الاجتماعي وتسعى لإدخاله في أتون صراعات ذات أبعاد طائفية ومذهبية ومناطقية مدمرة. وأدى أنصار صالح صلاة الجمعة في ميدان التحرير، وسط العاصمة صنعاء، ثم توجهت في مسيرة إلى منزل صالح بحي الكميم، لإعلان موقفها الرافض للتهديد بالعقوبات، وتنديدًا بتهديدات السفير الأمريكي في اليمن، كما خرجت مسيرة مماثلة في مدينتي إب وتعز تستنكر تهديدات السفير الأمريكي لصالح وترفض قرارات العقوبات عليه.