بعد يوم من تهديد جماعة الحوثي بالانقضاض على مؤسسة الرئاسة وعزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، تظاهر المئات من الشباب في العاصمة صنعاء امس السبت للتنديد بتهديد جماعة الحوثي ومطالبة الرئيس هادي بتحمل مسؤوليته جراء ما تقوم به الجماعة من نهب واقتحام لمؤسسات الدولة. وهتف المتظاهرون شعارات معادية لجماعة الحوثي ولجمهورية إيران التي تدعمهم بالمال والسلاح. وطالب المتظاهرون في بيان لهم الرئيس هادي بسرعة تشكيل حكومة جديدة وبإعلان مجلس عسكري لحماية البلاد، وتحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، ليختار اليمنيون حاكمهم وحكومتهم بدلا من ترك مصير البلد لجماعات العنف والإرهاب. وكان الحوثيون ومن خلال تجمع قبلي لأنصارهم وانصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح اعلنوا مهلة 10 أيام لإعلان الحكومة الجديدة، والا فانهم سوف يعقدون اجتماعهم القادم في القصر الرئاسي. كما اعلن الحوثيون ان خيارتهم مفتوحة وانهم سوف يشكلون مجلسا شعبيا وعسكريا لادارة البلاد وتشكيل لجان ثورية للرقابة على مؤسسات الدولة. هذا واعتبر المحلل السياسي والمفكر اليمني عبد الباري طاهر هذا التهديد الحوثي نسفا لكل نضالات اليمنيين من اجل الجمهورية والديمقراطية والعودة بالبلاد الى مجالس الحل والعقد التي كانت سائدة ايام الامامة. وقال طاهر ل"الرياض" ان مثل هذا التوجه سيعني العودة الى ولاية الفقيه اليمني حيث يتم الغاء التعددية السياسية والاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع اليمني، بحيث تهيمن المليشيات على البلد ويبقى القرار الاول والاخير في يد السيد، في اشارة الى زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي. هذا ودعت مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وعقب اعلان جماعة الحوثي نيتها الانقلاب على هادي دعت الحوثيين الى وقف استحواذهم المستمر لأنشطة الدولة والأنشطة العسكرية والاستيلاء على المعدات العسكرية مؤكداً على ضرورة إعادة هذه المعدات للحكومة والسماح للوزارات والجهات الحكومية بممارسات مهامها دون ترهيب او تدخل في شؤونها. وادان بيان صادر عن المجموعة مساء الجمعة الأنشطة الإرهابية للقاعدة معرباً عن تزايد قلق الدول العشر من أن يؤدي القتال بين أنصار الله "الحوثيين" وتنظيم القاعدة إلى مخاطر جر اليمن إلى صراع أكبر. وأكد البيان أهمية دور الحكومة اليمنية كونها الجهة الوحيدة في الدولة المسؤولة عن الامن الوطني. وجدد البيان دعوته الى التنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 سبتمبر بأسرع وقت ممكن وبأعلى قدر من الحكمة. وأكد على أهمية تشكيل حكومة مؤهلة وتمتاز بالنزاهة والحياد تشمل تمثيلاً للشباب والمرأة تعمل على تعزيز حقوق الانسان وسلطة القانون من اجل حماية المصلحة الوطنية. وعبر البيان عن تقديم السفراء دعمهم الكامل لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المعين وجميع العاملين على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية. الى ذلك قتل ثلاثة من حراسة مبنى مقر حزب الإصلاح في محافظة إب وسط اليمن بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين حوثيين طوال مساء الجمعة.وذكرت مصادر محلية ان تبادل اطلاق نار استمر لساعات من ليلة الجمعة بين حراسة المبنى ومسلحي الحوثي الذين حاصروا المبنى بمن فيه من جميع الاتجاهات. وقالت المصادر ان وساطة من المحافظة تدخلت لتوفير خروج آمن للحراسة وبقية من في المقر، الا انه وبعد قبول الحراسة بالوساطة، تم اقتياد نحو 25 من الأشخاص المتواجدين داخل المقر من قبل مسلحي الحوثي الى جهة مجهولة.