هل يتسبب وجود أسلحة نووية في أيدي قوى متوسطة (دون العظمى) وصغرى في حروب كبرى؟ سبق وأن طرحت أن تعددية الأقطاب، أو زيادة عدد الدول العظمى لن تتسبب في حدوث حروب كبرى كما توقعت (Andrea Variscoأندريا فاريسكو). إذ إن الثقافة الجديدة والتي تنبع من الحرية والديموقراطية اللتين روجت لهما الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ستحولان دون حدوث حروب في سياق تعددية الأقطاب؛ لأنهما أخرجتا ثقافة جديدة متفقًا عليها بين دول العالم، وشبهت السلام المتوقع كذلك الذي حل في أوروبا بعد حروب نابليون في فيينا في 1815 للميلاد. رغم أن هذا السلام كان مبنيًا على الملكية إلاّ أنه يشبه زماننا في الاتفاق على صيغ دولية لحل الصراع، ولو تغيّر محتوى هذا الاتفاق. ألتفت الآن إلى السبب الثاني الذي تزعم (Andrea Variscأندريا فاريسكو) أنه سيسبب حروبًا مستقبلية، وهو وجود أسلحة نووية في أيدي قوى متوسطة (دون العظمى)، وقوى أخرى ضعيفة. تحكي المؤلّفة أن حروب الفترة الآتية ستكون أكثر ضراوة من سابقاتها بين الدول العديدة الأقطاب، وتعزو ذلك لوجود سلطة نووية بأيدي دول متوسطة، وقوى لا دويلاتية. تستطيع هذه الدول المتوسطة النووية أن تزعزع استقرار العالم، وإن لم يكن لها جيوش قوية؛ لأنها تمتلك سلاح الفناء. هذا السلاح يجعل حدة وخطورة تعدد الأقطاب أعظم، إذ تحاول الدول الوسطى الصعود، بينما يذهب البعض إلى القول إن وجود هذه الأسلحة النووية سيقلل من حدوث حروب؛ لأنها تعد بالدمار الشامل للجميع؛ لذا يتجنبها الجميع. يذهب البعض الآخر إلى أن وجود هذه الأسلحة في الدول الوسطى ظاهرة غير مطمئنة، أذكر كمثال حربًا بين إيران وإسرائيل إذا طوّرا أسلحة دمار شامل (تملك إسرائيل لها في غموض، وإيران تخصب) فقد يقع العالم في حرب، وكذلك الحرب بين باكستان والهند، وكلتيهما نووي، ومنها احتمالية الحرب بين كوريا الشمالية (النووية) وعدوتها الجنوبية (حليفة أمريكا)، أو اليابان (حليفة أمريكا). هذه الاحتمالات بالإضافة إلى الأطراف اللا دولية كالإرهابيين بأسلحة نووية (ما يُخشى من حدوثه) ستزيد من حالة عدم الاستقرار في النظام عديد الأقطاب، والذي قد يزيد من احتمالية حروب كبرى قريبًا. أنا أختلف مع هذا الطرح إن كان التخوف من باكستان، إيران، كوريا الشمالية، أو غيرها، فجميعهم يدركون ثمن خوض حرب نووية، وكلهم متعقل في عدم إرادته جلب ويلات الفناء على شعبه. أمّا المؤسسات اللا دولية كالإرهابية، فالعالم أجمع يقف صفًّا واحدًا ضدها، ولن يفسر هجوم منها على أنه من طرف أي دولة. لن تحارب الدول بعضها من وجهة نظري دفاعًا عن الإرهابيين.