في معرض شباب الأعمال عشرات التجارب الشبابية والنماذج المضيئة التي واجهت الصعاب من أجل الوصول إلى الهدف والمتبغى، ولكن قصة الجناح 68 تختلف عن غيرها.. هي قصة وحكاية الصديقين تركي عبدالقادر وسلمان بخاري وهي القصة التي تؤكد عصامية ومثابرة بعض شبابنا السعودي. في صيف العام 2008م تخرج الصديقان تركي وسلمان وظلا يبحثان عن وظائف لكن المحاولات كانت تصطدم بالرفض وانتهت بالفشل، لم يقف الصديقان مكتوفي الأيدي أمام الإشارات الحمراء والمعوقات التي وجداها في القطاعين الخاص والحكومي، فقررا خوض تجربة العمل الخاص الذي يبعد عنهما شبح البطالة والاعتماد على الغير.. واتفقت عبقريتهما في ابتكار مشروع رائد يتمثل في صناعة وتصميم أحذية مطورة تتواءم مع الذوق الشرقي.. وسريعا نجح الثنائي في استئجار ورشة للجلود، حيث انطلقا إلى طريق الألف ميل بالخطوة الأولى. البداية 50 حذاء في منتصف ذات العام كان العرض الأول لتصاميم الصديقين حيث عرضا 50 حذاء في جناح معرض متخصص لبيع الأحذية الشرقية في جدة، ويعترف تركي بالصعوبات التي واجهته وصديقه، ويقول «لم نكن نملك شيئا نبدأ به، لكن مساعدة الأهل كانت عاملا للنجاح الذي كنا نراهن عليه منذ البداية». ويضيف سلمان أن دين ال 30 ألفا كان خطوة النجاح الأولى «انتابنا الخوف في البداية خاصة في المشروع الذي لا نعلم إلى أين يصل، ولكن الدعم المعنوي الذي وجدناه من الأهل والأصدقاء كان له الأثر الإيجابي للاستمرار والتطوير في طريقة العمل». لم يكن العرض الأول مشجعا للشابين اللذين يعقدان العديد من الآمال والتطلعات على المشروع الأول من نوعه في المملكة، فاتجها لمحاولة التغيير في طريقة التصاميم وتبديل الجلود المستخدمة في الأحذية الشرقية، فأقدما على خطوة جديدة في السوق المحلي لم يتوقعا أن يجنيا ثمارها، حيث استوردا جلود الغزال والحصان ليقدما على خطوة جريئة لشباب سعودي قادر على العطاء والإنتاج والتغيير والتغلب على الصعوبات. اختيار وجه إعلامي تلك الخطوة كانت بشارة خير لتركي وسلمان اللذين اتجها للسير بخطى ثابتة نحو الهدف.. وأقاما عدة معارض حتى استطاعا تحقيق العديد من النتائج الإيجابية للمشروع الصغير، وبدآ التفكير للترويج لفكرتهما هذا العام بعد أربع سنوات وكان معرض شباب الأعمال الخامس مع اختيار وجه إعلامي لمشروعهما، ووقع الاختيار على الإعلامي عبدالوهاب السلمي. الآن وبعد مرور أربع سنوات على مشروع الصديقين (2008-2012)، أصبحا قدوة للشباب السعودي الباحث عن الخروج من عباءة البطالة والذهاب بعيدا في النجاح واستطاعا إنتاج أكثر من 1000 جوز من الأحذية الشرقية، ويمتلكان سمعة بين عملائهما من كافة الشرائح الاجتماعية.