الشفافية والوضوح أمران جميلان في الحياة ومطلب يعزز ثقة الناس في الجهة التي تمارسه , وخاصة عندما تكون من جهة حكومية لها علاقة بحياة الناس وصحتهم, ولكن عندما تكون الشفافية والوضوح في أمر لم يتم التأكد منه, فهذا ليس شفافية أو وضوحاً بل مجازفة قد تؤدي إلى بلبلة وخوف بين الناس, وهذا ماحدث عندما أعلنت وزارة الصحة أنها رصدت في مستشفيات مدينة جدة حالة مرضية ظهرت عليها أعراض الإصابة بأحد فيروسات الحمى النزفية، التي تتشابه أعراض إصابتها مع أعراض الإصابة بفيروس إيبولا، وقامت بعزله في أحد مستشفياتها. وجاء في بيان الوزارة أن فيروس "إيبولا" يسبب مرضاً قاتلا يصيب الإنسان، وتصل معدل الوفيات الناجمة عنه إلى 90 في المئة من المصابين، موضحة أن هذا المرض ينتشر في القرى النائية الواقعة في وسط أفريقيا وغربها. كما أعلنت الوزارة يوم الأربعاء الماضي وفاة المريض المشتبه إصابته بفيروس "إيبولا", بعدها بثلاثة أيام أعلنت بأن نتائج الفحوص الأولية للمواطن الذي توفي بعد اشتباه إصابته بفيروس الإيبولا قد خرجت سلبية حول إصابته بمرض الحمى النزفية أو الإيبولا. والوزارة أمرها غريب عندما يكون هناك فيروس موجود ومتأكدة من وجوده مثل فيروس كورونا تتأخر في الإعلان عنه, وعندما يكون هناك اشتباه في وجود فيروس كما هو حاصل مع فيروس إيبولا تسارع بالإعلان عنه, ويتبعها سيل من التصريحات من المسئولين في وزارة الصحة عن المرض وخطورته, وكأن الناس ناقصة رعب وهي مازالت تترنح من تبعات وأخبار وإشاعات فيروس كورونا, كان عليها التأني في الإعلان حتى يتم التأكد من نتيجة التحاليل قبل الإعلان عن الحالة فهي حالة واحدة يمكن السيطرة عليها حتى ظهور النتائج, فمثل هذا الإعلان قد يسبب للناس الخوف وتنتشر بسببه الإشاعات وتتفاقم الأمور. يجب على الوزارة وجهازها الإعلامي الحذر من نشر أي معلومات غير مؤكدة أو التأخير في نشر معلومات مؤكدة فكلاهما يؤدي لنفس النتائج, فهي تتيح مجالاً لانتشار الشائعات وبث الذعر في قلوب الناس, فالعمل الإعلامي الموجه للمجتمع يجب أن يكون دقيقاً وصادقاً لايحتمل التأويل أو التأخير, فكلما كانت المعلومة دقيقة وسريعة كانت نتائجها جيدة لدى الناس وأدخلت الاطمئنان في قلوبهم وحمتهم من الشائعات التي تنتشر بسرعة غير عادية مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي.