يا ملك الخير.. منك تكون الموعظة.. وفيك الأمل يا مشغل النفس في إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة هذا الكيان وهكذا عرفناك في بحر الحياة ربان سفينة الخير.. كلمتك كانت صوت حق حازمة ليست قابلة لأي تأويل فقلت: "إن هذه الفتنة التي وجدت لها أرضًا خصبة في عالمينا العربي والإسلامي وسهل لها المغرضون الحاقدون على أمتنا كل أمر حتى توهمت أنها اشتد عودها، وقويت شوكتها فأخذت تعبث في الأرض إرهابًا وفسادًا وأوغلت في الباطن" انتهى. نعم كم عاث هذا الإرهاب فسادًا وقتلاً للنفس وقد تمادى هذا الفكر الإرهابي وترتب على هذا الفكر الذي يتصف بالوهم وينطلق من الهلوسات ويزعم ارتباطه بتوجه فكري وديني خاص والدين براء من ذلك، ترتب على ذلك أحداث مأساوية لا تصنف إلا جنونًا وخروجًا عن الدين، بل تصنف خيبة أمل لم يحصدوا غير الهلاك، والمملكة لا تهادن الظالم ولا يمكن قبول أنصاف الحلول لأن هنا الظالم ظلمه ليس على نفسه فقط ولكن إرهابه على وطنه وأمته، والغريب أن هؤلاء يقولون بأن ذلك جهاد في سبيل الله، بالله كيف يتحول قتل النفس بغير الحق إلى جهاد.. لهذا في كلمة الملك عبدالله جاء شرح لهذه الجماعات.. يقول الملك: "إن ما يقومون به عيب وعار لأنهم ينسبون أعمالهم للدين وهو براء من ذلك.. فالدين الإسلامي يقدم صور الإنسانية والعدالة، ويحفظ للناس حرماتهم وأنفسهم وما تقوم به تلك الجماعات تشويه وإلصاق للصفات السيئة بأفعالهم وطغيانهم بدعوى دين الإسلام"، انتهى. وتابع: "إن الإرهاب ليس من الأديان وحتى ليس من شمائل المتصارعين، ونحن نذكر انفجارات.. سبتمبر 2001 فلم يتوان أحد من المراقبين عن أن يدين ذلك الفعل، وحذر الملك عبدالله من خروج جيل لا يؤمن بغير العنف ويرفض السلام ويؤمن بصراع الحضارات لا بحوارها" انتهى هنا تذكرت أنه لم تكن دعوة الملك عبدالله للحوار الوطني والحرص على شفافيته والانطلاق فيه ومنه نحو مصلحة الوطن العليا إلا مثال لهذا الحق، فلقد منَّ الله عز وجل علينا في المملكة العربية السعودية بنظام حكيم فيه من الرؤية والتدبير الشيء الكثير، وحذر الملك عبدالله المتخاذلين عن تحمل مسؤولياتهم في مواجهة الإرهاب بسبب المصالح قائلاً: "إنهم سيكونون أول الضحايا غدا.. اليوم نقول لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة بأنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد وكأنهم بذلك لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب والتي لم يسلم منها أحد" انتهى. "نعم فالخديعة لا تنطلي، انتهى زمن إخفاء الحقائق نحن في زمن المكاشفة وأصبح الخبر بل أصبحت الكلمة تصل وقت خروجها فلم يعد الأمر يمثل العنتريات والشعارات والتهويسات ولم يعد الأمر مجرد تهديدات فالوطن فوق الجميع ونحن نعرف الأحداث التي تمر وتحدث ونحن نعيش في وطننا الذي يمثل الكيان، فمن لا وطن له لا دين له". لا شك جاءت كلمة الملك عبدالله في وقت عصيب وكانت موحدة الهدف، فالمملكة تتبنى حوار الأديان والحضارات وحوار المذاهب وتنبذ الطائفية. [email protected]