جاءت تهنئة خادم الحرمين الشريفين للمواطنين والمقيمين والمسلمين في جميع أنحاء العالم بعيد الفطر المبارك في ظرف حساس، تدرك القيادة أبعاده، وتستشعر الخطر الماثل أمام المنطقة، وتضع الخطط الإستراتيجية لمواجهة أي طارئ مهما كان نوعه أو مداه. والكلمة فى مجملها رسالة واضحة للأعداء المتربصين ببلادنا تؤكد بأننا صرح شامخ، لا يمكن النفاذ منه، وحصن منيع تكسر فيه سهام الحاقدين، والموتورين، والأعداء. يومًا بعد الآخر تؤكد المملكة مبادئها الثابتة، والتي عنوانها الوقوف الصامد في وجه الإرهاب والطغيان، واستباحة الدماء، منطلقة في ذلك من ديننا الحنيف، وشريعتنا الغراء التي تمنع الولوغ في دماء المسلمين وغيرهم من المستأمنين، وتدعو إلى الحوار البناء وإلى الوسطية التي تفضي إلى بناء علاقات مع الآخر تقوم على أساس السلام والمحبة، وتجسير هوة الخلافات وهي أمور يدعو إليها ديننا السمح العظيم. إن أي اختطاف للإسلام بغلو وتطرف وتشدد لا يستند إلى الأدلة الشرعية، ويمضي قدمًا في التكفير والقتل بفكر ضحل هو أمر مرفوض، وتقف المملكة في وجهة بكل قوة، وستحسم أمره؛ لأن التغافل عن هكذا سلوك إجرامي ستكون نتائجه كارثية. لذا جاءت رسالة المليك واضحة قوية ليسمعها العالم كله: "سنمنع الساعين لإبدال الأمن خوفًا، والرخاء ضنكًا، والمحبة عداءً"! والمنع هنا مسنود بقوة فاعلة مؤهلة وقادرة بعون الله. لقد تصدّت المملكة لفلول الإرهاب، وكسرت شوكتهم، وبددت شملهم عسكريًّا، كما فضحت وكشفت فكرهم الظلامي التكفيري، وهي لا تزال تقوم بهذا الدور وتناصح المغرر بهم لكي يعودوا إلى رشدهم. وفى هذا الخضم الذى يجيش بالفتن وعدم الاستقرار تظل المملكة واحة للأمن والأمان، ومن أولوياتها تبصير أمتنا العربية والإسلامية بأبعاد الحرب الشعواء التي تشنها فئة باغية تستحل الدماء وتروّع الآمنين، وضرورة الاصطفاف لمواجهتها، ووضع حد لها، والسعي لرفعة الإسلام بعيدًا عن الغلو والتطرف والدموية. الفئة هذه شوهت صورة الإسلام المشرقة، وأعطت الفرصة للمتربصين لكي يدبروا مكائدهم، ويلصقوا كل تصرف قبيح ومنافٍ للانسانية به.. وإزاء ذلك كان لا بد من دحر هذه الفئة الباغية، وتخليص العالم من شرورها، وستلقن درسًا قاسيًا إن حاولت المساس بأي شبر في بلادنا.