شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على أنه كم كان يتمنى أن تكون الفرحة بحلول عيد الفطر المبارك تامة، «لولا ما يعتري النفس من الواقع المؤلم الذي تعيشه أمتنا الإسلامية في الكثير من أقطارها، نتيجة الصراعات في سبيل شعارات ونداءات وتحزبات ما أنزل الله بها من سلطان». وأكد خادم الحرمين الشريفين، في كلمة وجهها أمس للمواطنين والمسلمين في كل مكان لمناسبة عيد الفطر المبارك، أن «واجبنا جميعاً الأخذ على أيدي القلة القليلة من الأغرار، الذين ذهبوا ضحية أصحاب المطامع والأهواء المتدثرين بعباءة الدين، والدين منهم براء». (للمزيد) وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى: «أننا بحول الله وعونه سنقف سداً منيعاً في وجه الطغيان والإرهاب واستباحة الدماء». وأضاف: «سنمنع كل من يسعى في إبدال الأمن خوفاً، والرخاء ضنكاً». ووصف هؤلاء بأنهم «أشد خطراً، وأعظم أثراً، وأعمق من الأعداء الذين يتربصون بالأمة في العلن». ولفت إلى تأكيد «حرصنا على حماية الأمن الوطني للمملكة العربية السعودية مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخل بأمن الوطن». وأوضح: «اتخذنا كافة الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه واستقرار شعبنا السعودية الأبي، وضيوفنا من الزوار والمقيمين». وشدد خادم الحرمين الشريفين على أن المجتمع الإسلامي الحقيقيُّ «يَنبغي ألا يَسْكُتَ عَلى أَمْرٍ قَد يُلحِقَ الضَّرَرَ بِأَحَدِ أَبنَائِهِ في أيِّ مَكانٍ مِنَ العَالَمِ، فواجبنا جميعاً الأَخْذ عَلى أَيدِي القِلَّةِ القَلِيْلَةِ مِنْ الأغرَار الذين ذَهَبُوا ضَحِيَّةَ أَصحَابِ المَطَامِعِ والأَهوَاءِ المتَدَثِّرينَ بِعَبَاءَةِ الدِّينِ والدِّينُ مِنهُمْ بَرَاءْ». وزاد: «في ظِلِّ مَا يُواجِهُهُ الدِّينُ الإسلامِيُّ والأمَّةُ الإسلامِيَّةُ مِنْ حَربٍ شَعْوَاءَ مِنْ هَذِهِ الفِئَةِ البَاغِيَةِ هَدفْنَا إلى وَضْعِ حَدٍ للإرهابِ، وسَعَيْنا كَمَا نَسْعَى دَائماً إلى كُلِّ مَا مِنْ شَأنِهِ أَنْ يَرفَعَ رَايَةَ الإسْلامِ بَعِيْدًا عَنِ الغُلُوِّ والتَّطَرُّفِ والدَّمَويَّةِ، ونَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تكُونَ مساهمتنا فَعَّالَةً ومُؤَثِّرةً في دَحْرِ أُوْلئِكَ المُفْتَئِتِيْنَ، ودَمْغِ بَاطِلِهِم». وهنأ الملك عبدالله بن عبدالعزيز المسلمين بعيدِ الفِطرِ «مِنْ مَهبِطِ الوَحيِّ من أرضِ الحرَمينِ الشَّريفينِ، حيثُ أرادَ اللهُ لهذهِ البلادِ الطَّيِّبَةِ المُبَارَكَةِ أن تنعَمَ باستِقرَارِها وأمنِها ووِحدَتِها على كَلمَةٍ سواءْ، هي لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ، وَحَّدَ أركانَها الملكُ عبدُالعزيزِ آلُ سُعودٍ يرحمهُ اللهُ، على المحَبَّةِ والسَّلامِ والأُلْفَةِ والاحترامِ، مستلهِماً رسالَةَ هذا الدينِ الإسلامِيِّ العظيمِ الدَّاعيةِ إلى نبذِ الغُلُوِّ والتَّطَرُّفِ، والحَثِّ على التَّوسُّطِ في كلِّ الأمُورِ». وأضاف: «كمْ كنا نتَمنَّى أن تكونَ فَرحَةُ هذا العِيدِ تَامَّةٌ لَوْلا مَا يَعتَري النَّفْسَ من الواقعِ المؤلمِ الذي تَعِيشُهُ أُمَّتُنا الإسلامية في الكثير من أقطارها، نَتِيْجَةَ الصِّراعاتِ في سَبِيلِ شِعَاراتٍ ونِدَاءاتٍ وتَحَزُّبَاتٍ مَا أَنزَلَ اللهُ بها من سُلطانٍ، وما كانَ لها أن تكونَ لولا أنَّ أعداءَ الإسلامِ والسَّلامِ لَقُوا الأُذُنَ الصَّاغِيَةَ لهُمْ مِنْ فِئَةٍ ضَئِيلَةٍ فَأَضَلُّوهُمُ السَّبِيلَ، وأَصْبَحُوا أداةً طَيِّعَةً في أيدِيِهِمْ يُرَوِّعُونَ بِهِمُ الآمِنين، ويَقتُلونَ الأَبرِيَاءَ بتَحْرِيفِ نصوص الشرع القويم وتغيير دلالاتها، وتَأْوِيلاتِها لِخِدمَةِ أَهدَافِهم ومَصَالِحِهُمُ الشَّخْصِيَّةِ».