قد يُسرّ المتقاعدون بالخبر الذي نشرته جريدة "المدينة" في 17 رمضان الحالي، عن تكوين لجنة من 5 وزارات لدراسة أحوالهم، والنظر في التقرير الذي أعدّته عنهم الجمعية الوطنية للمتقاعدين!. فإن سُرُّوا بالخبر فحُقّ لهم ذلك، لأنهم، وبأمانة، ومع تواضع أحوالهم، مثل الغريق الذي يتعلّق بقشّة في سبيل النجاة من الغرق!. أنا شخصيًا لم يحلّ عليّ بعْد مصير التقاعد المحتوم، ولديّ مقال في هذا المقام، أبدؤه بأنني مسرور بتكوين هذه اللجنة، وأتمنّى أن تُنصِف المتقاعدين، وتساهم في تحسين أحوالهم سريعًا، فهم شريحة مهمّة من أبناء الوطن، ممّن خدموه طويلاً، ويستحقون ردّ الجميل لهم بتحسين أحوالهم، غير أنني أستغرب من كلمة قد وردت في الخبر، وهي كلمة "دراسة" التي ستُجرى لأحوال المتقاعدين، فلماذا "الدراسة"؟! إنّ أحوال المتقاعدين معروفة منذ القِدَم بتواضعها، وهي نتاج أنظمة قديمة، ولم تنل منها رياح التجديد إلّا قليلا، وأن تبدأ اللجنة دراسة أحوالهم الآن يعني العودة للمربّع صِفْر من جديد، فضلاً عن توفّر عشرات الدراسات السابقة التي يمكن الاستعانة بها، والتي جميعها تُختصر في كوْن المتقاعدين يحتاجون ل5 أمور رئيسة، بنفس عدد الجهات التي تتكوّن منها اللجنة، وهي زيادة الرواتب، والتأمين الطبّي، والسكن المملوك، والمعاملة العادية من المجتمع لا المعاملة على أساس أنّ الموت يطرق أبوابهم حال تقاعدهم، والاستفادة من خبراتهم بعد التقاعد كما يحصل في دول العالم المتطوّرة، فخبراتهم ثروة لا تُقدّر بثمن مهما علا وارتفع!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب تؤكد فيها أنّ تواضع أحوال المتقاعدين واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وتحسينها يحتاج لقرارات لا لدراسات، فهذه الأخيرة قد تطول، وقد يختلف الدارسون فيما بينهم، وقد تحول البيروقراطية والروتين دون المطلوب، ممّا لا متضرّر منها سوى المتقاعدين، أعانهم الله!. @T_algashgari [email protected]