جاءنا من الغرب مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركات، والمعروفة أيضًا بمسؤولية الشركات، ومواطنة الشركات، وهو لرصد وضمان التزامها بالقانون، والمعايير الأخلاقية، والدولية، والعمل على تعزيز المصلحة العامة بطرح مبادرات لنمو وتطور المجتمع، والإسلام قد سبقهم بإقرار مبدأ الصدقة الجارية، وبغض النظر عن التعريف، فإن شركة الراجحي فاقت الجميع. أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية الزراعية الشيخُ سليمان الراجحي، في الجوف أن جميع استثمارات الشركة ورأسمالها الذي تجاوز 180 مليون دولار، وقفًا لله تعالى، وقال خلال تدشينه الحفل الذي أقامته الشركة في مقر مشروعها الزراعي بمنطقة الجوف، بمناسبة إتمامها زراعة مليون شجرة زيتون مثمرة: إن الشركة ملك كامل لله تعالى بعد أن أوقفها لوجهه سبحانه فيما لا يعتبر نفسه حاليًا إلا ناظرًا للوقف. نشأ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي فقيرًا، وبدأ في تجميع ثروته من الصفر عبر أعمال مختلفة ابتداءً من العمل كحمال ورمَّاد وطباخ وقهوجي وصبي صراف، إلى إدارة أعمال الصرافة والتجارة في العقار على مستويات عالمية، وهو يصرح بذلك، ولا يتأفف منه، كما يملك العديد من الشركات المساهمة في التنمية الزراعية والغذائية والصناعية في المملكة وخارجها مثل دواجن الوطنية، الوطنية للصناعة، الوطنية للنقل، بالإضافة إلى دواجن الوطنية المصري، وقد توج هذا العطاء بأن أوقف ثلثي ثروته، حال حياته، في سبيل الله ووزع الثلث الباقي على أفراد عائلته، وتم إنشاء شركة قابضة، شركة أوقاف سليمان الراجحي القابضة، لتكون الذراع الاستثماري لإدارة الوقف، بينما تقوم مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بإدارة القسم الخيري وتوزيع الريع القادم من القطاع الاستثماري في المشروعات الخيرية وأعمال الخير المتنوعة. هناك أوقافٌ أخرى لعائلة الراجحي، مثل أوقاف أخيه صالح عبدالعزيز الراجحي، ولها أعمال برّ مماثلة، بارك الله في أعمالهم، مما يدل على أن المسؤولية الاجتماعية للشركات، عندما تنبع من الدين تكون أكثر بركة، وأوسع تأثيرًا، وتأتي طواعية، بدون ضغوط، وبدون إكراه. # للحوار _ بقية اختيار الراجحي لشركة زراعية، وقفًا لله تعالى، استوحاها من بركة الحديث: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع أن يغرسها قبل أن تقوم فليفعل، فله بذلك أجر).