جزيرة فرسان، في جنوب البحر الأحمر، التابعة لمنطقة جازان، لم تُسجَّل بها -ولله الحمد- أيّ إصابات بمرض كورونا، لكن سُجّلَت بها مؤخرًا ما أراه أنا أسوأ من كورونا!. إذ حسب صحيفة "فرسان نيوز" الإلكترونية، غادرت مواطنة حامل بيتها في سكن محطة تحلية فرسان باتجاه مستشفى فرسان العام، حال شعورها بمخاض الولادة، لكنّ جنينها سقط منها على عتبة بيتها، فأعيت الحيلة زوجها، ثمّ اتّصل بمدير المستشفى كي يبعث إسعافًا لنجدة زوجته وجنينها اللذيْن كانا -آنذاك- مرتبطيْن بحبل الصُرّة، لكنه فوجئ بردّ المدير بأن يتصرّف، ويُحضرها للمستشفى بمعرفته!. الزوج الآن يطالب بتحقيق تُجريه وزارة الصحة، وأنا أؤيده في ذلك، وأتمنّى أن يُشرف معالي الوزير بنفسه على التحقيق، وكما الوزير هو صارم في الإجراءات التي اتّخذتها الوزارة للقضاء على مرض كورونا، أتوقع أن يُحقَّ الحقَّ بتحقيق أكثر صرامة، ولو تطابقت نتيجة التحقيق مع إفادة الزوج، فهذه لامبالاة كبيرة بصحة المواطن من الجهة الرسمية المعنية بصحة المواطن في فرسان، الأمر الذي يستحقّ المساءلة والمحاسبة فيما لو ثبت ذلك!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة "وطس آب" تقول فيها: إنَّ شرَّ البليَّةِ ما يُضحِك، وأنّها تتمنّى أن يُساءَل الجنين ويُحاسب، فلماذا سقط قبل الوصول للمستشفى؟ ألم يكن بوسعه الانتظار؟ هذا هو حال أجيالنا المستقبلية، ديدنها العجلة، وأرجو ألّا يكون مصيرها الندامة، غير أنّ شهرزاد استدركت قائلةً إنّ هذه مداعبة من فرْط ألمها واندهاشها واستغرابها ممّا حصل، والمهمّ الآن هو أنّ فرسان جزيرة مقطوعة عنّا، إلّا بواسطة عبّارة بحرية تصلها بجازان بضع مرّات في الأسبوع، هذا إذا صفا الجو، وفيها ضعف في التنمية بسبب ذلك، فإن خسرت الاهتمام بصحة مواطنيها.. فقد خسرت شيئًا كثيرًا!. @T_algashgari [email protected]