تمر على الإنسان عدة مواقف لايجد لها تفسيراً فهو يعيش حائراً يبحث باستمرار عن تفسير ويسأل كل من يلقى عن السر ويبحث في كل مكان يذهب إليه عن حل ؟ ولماذا يحدث ؟ ومن المسؤول عن حدوثه ؟ ومن يتحمل نتيجة هذه المواقف ؟ ، وتغدو هذه المواقف في حياتنا كالألغاز لايجد كثير منا لها حلاً وكلما زادت هذه الألغاز تزيد حيرتنا معها ويزيد همنا . في كل يوم نقرأ عن إعتمادات مالية ضخمة ونشاهد توقيع اتفاقيات كثيرة واعتماد مشاريع مختلفة ولكن المحصلة وماهو موجود على أرض الواقع لا يتفق بعضه مع ما يعلن عنه.. لماذا ؟ من الألغاز أن المسؤولين يتعاقبون فيذهب مسؤول ويأتي مسؤول ولايعلم أحد كيف كان تقييم المسؤول الذي ذهب وهل أدى ما طلب منه وماهي الإنجازات التي حققها وهل كان ناجحاً في تحقيق الأهداف التي طلبت منه أم لا ؟ ومن الألغاز في هذا الإطار أن المسؤول الجديد الذي يأتي يقضي على ماقام به من سبقه – إن قام بشيء – فيقوم بوضع منهجية جديدة ورؤية ورسالة أخرى وهيكل آخر وهكذا ، ومن الألغاز تلك المشاريع الوهمية التي يعلن عنها في وسائل الإعلام والتي تتميز برسومات جميلة التي تدفع بالناس إلى أن يدفعوا لهذا الوهم ما يدخرون بل ويقترضون ثم يفاجأون بأن ما أعلن عنه لايتجاوز إطار الصحيفة التي أعلن فيها ! ومن الألغاز إشاعة وجود شح في الوظائف وأن هناك بطالة وفي المقابل تجد هناك وظائف عدة لدى القطاع الخاص كما أعلن مؤخراً عن وجود قرابة 200 ألف وظيفة في القطاع العام وهذا لغز يتكرر في كل عام وتختلف الإجابة عليه سواء كان السبب في مخرجات التعليم أو العائد المادي أو ساعات العمل ؟ ومن الألغاز وجود انفصام لدى البعض من الرجال والنساء فتجده في محيطه داخل وطنه بهيئة معينة فإذا سافر خارج الوطن تجده يتغير تغيراً جذرياً وكأنه شخصية أخرى مختلفة تماماً ويتكرر هذا الأمر بالنسبة للسيدات فبعضهن تجدهن في وطنهن بهيئة وخارج الوطن تجدهن بهيئة مختلفة . وهكذا أصبحنا نعيش في دوامة من الألغاز تحيط بحياتنا باستمرار وفي كل مكان وزمان ، وفي رأيي أن حل كل هذه الألغاز في كلمة واحدة هي ( المصداقية ) فعندما تنعدم هذه المصداقية تكثر الألغاز ويتيه الناس وتفقد الحياة طعمها ونصبح في مجتمع له خصوصية . [email protected]