تشرفت يوم الخميس الماضي بالمشاركة في ملتقى التخصصات العلمية والعملية الثاني والذي تنظمه مجموعة مؤسسات إثراء للمشروعات التنموية بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ويهدف الملتقى لمساعدة الشباب والشابات لتحديد مسارهم ومستقبلهم العلمي والوظيفي. اقترحت على المنظمين أن يغيروا موعد المشاركة فهو يصادف مساء الخميس وهو بداية إجازة نهاية الأسبوع مما قد يفقد اللقاء الحضور والمشاركين، غير أني تفاجأت بحجم الحضور الموجود فقد امتلأت قاعة الشيخ إسماعيل أبوداوود (رحمه الله) والتي تتسع لأكثر من 1200 شخص، بالشباب والشابات في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وكان للحضور تفاعل قوي مع فقرات الملتقى، والتي شارك فيها عدد من الخبراء من أنحاء المملكة. لم أجد تفسيرًا لوجود تلك الأعداد الكبيرة، والذين حضروا ذلك اللقاء، سوى أن هناك حرصًا واهتمامًا من جيل اليوم لمعرفة ما هو المسار الصحيح الذي يجب أن يسلكوه لينجحوا في حياتهم العملية ويُكوّنوا مستقبلهم، كان هناك شغف من هؤلاء أن يحضروا ليستمعوا لكل ما يمكن أن يكون بالنسبة لهم قارب نجاة وسط بحر التحديات الذي يعيشون فيه، فالبعض يأمل في فرصة عمل، والبعض يأمل في تأهيل للعمل، والبعض يسأل: هل العمل أهم من الدراسة أم الدراسة أهم من العمل؟ والبعض يسأل: هل يمكن الجمع بين الدراسة والعمل؟ وغيرها من الأسئلة، والتي يعتبر كل منها من الأسئلة المصيرية والتي تحدد مسار جيل المستقبل. أعتقد أن موضوع الملتقى من أهم الموضوعات التي يحتاجها اليوم جيل المستقبل، إنه موضوع تحديد المسار، ومن زاوية أخرى هو موضوع توفير الوقت والجهد والمال، وذلك ليس فقط على مستوى الفرد، بل وعلى مستوى الدولة، فإن نجح الشباب في تحديد مسارهم فسينطلقون فيه بكل جد وعزم، ولن تعود النتائج الإيجابية عليهم فقط، بل ستعود على الوطن بأكمله لأنهم هم مستقبل هذا الوطن. شكرًا ل»إثراء» على مواصلة تنظيم هذا الملتقى، وكم أتمنى أن يكون في يومٍ ما على مستوى كل مدن المملكة. [email protected]