في كثير من المجالس وعندما يفتح موضوع له ارتباط بشباب الوطن فإن معظم ماتسمعه هو النقد اللاذع للشباب ومايتبعه من صفات سلبية بأنه لايتحمل المسؤولية وأنه يعيش حياة فوضوية وإتكالية ولاتكاد تجد منهم من يصلح لأي عمل فمعظمهم كسالى، منهج حياتهم قائم على السهر طوال الليل والنوم طوال النهار . في اعتقادي أن هذه النظرة غير عادلة وفيها كثير من الظلم فليس جميع شباب الوطن بتلك المواصفات بل في شباب الوطن من هم كالذهب أو الألماس مدفونا في المناجم أو التراب وبعضهم الآخر تجده مثل اللؤلؤ داخل بعض الصدف وكلاهما يحتاج الفرصة ليخرج للناس ليعرفوا معدنه ويستفيدوا من مواهبه وقدراته . من هؤلاء الطالب عمر فلاته والذي تم تكريمه من قبل الملحق الثقافي بالسفارة السعودية في اليابان بمناسبة حصوله على درجة 197 نقطة من 200 نقطة في إختبارات القراءة ضمن تقييم اللغة اليابانية للطلاب الأجانب متفوقاً على أكثر من 15 ألف طالب وطالبة أجانب شاركوا في اختبارات هذا العام . هناك الكثير والكثير من المبتعثين داخل وخارج المملكة بل وحتى من الطلاب الموجودين على مقاعد الدراسة في مدارس وجامعات المملكة قد يكونون أفضل من عُمر ولكن لم يتم اكتشافهم حتى الآن ولم يتم التعرف على مواهبهم وقدراتهم ولاتنحصر هذه المواهب في الطلاب بل وحتى في الموظفين العاملين في القطاع الحكومي أو الخاص فمنهم من يتلقى عروضاً خيالية من جهات أجنبية لأن تلك الجهات عرفت أنه معدن أصيل وأنه عملة نادرة . علينا أن نعمل بكل جدية ليكون لدينا مركز للتنقيب عن مثل هذه المعادن البشرية الثمينة بين أوساط الشباب والشابات ، وأنا على ثقة أن هناك الكثير منها غير أنه لايزال مدفوناً ولم يجد اليد التي تزيح التراب عنه ليقدم ما لديه وينفع به وطنه وأمته . [email protected]