حذر أمير منطقة مكةالمكرمة مطلع هذا الأسبوع المقاولين العاملين في مشاريع العاصمة المقدسة من التأخر في تنفيذ المشاريع موجهاً بتقديم تقرير شهري عن خط سير المشاريع وأسباب التأخر إن وجدت مؤكداً أن لاعذر بعد اليوم بتعطيل العمل وتعثر المشاريع وطلب التمديد فقد حان وقت الجد ويجب أن يتحمل الجميع المسؤولية ، كما طالب الجهات المنفذة لتلك المشاريع بأهمية الالتزام بالمخططات التصويرية وأن يكون الواقع بعد التنفيذ مطابقاً للعروض الإستباقية وقال مخاطباً تلك الجهات ( سأحاسبكم على الصور والمجسمات التي تعرض في حال لم تكن مطابقة للواقع ) . هذا المفهوم من المحاسبة هو ما كنا نحتاجه منذ عشرات السنين ، كنا نحتاج للزيارات الميدانية من المسؤولين ليروا بأعينهم أين تذهب الاعتمادات المالية الضخمة وأين تصرف الميزانيات الكبيرة على المشاريع التنموية والتي كنا نسمع عنها ولانراها ، كنا نتمنى أن يقف المسؤول مع المقاول ليشعر المقاول أن هناك من سيحاسبه ويتابع إنجازه وهناك من سيطبق عليه الغرامات والعقوبات إذا أخل بالعقد وتأخر في تنفيذ المشروع ، كنا نتمنى أن نجد المسؤول الذي يتابع المشاريع التي أقيمت لها حفلات كبيرة لوضع حجر أساس وبقي الحجر في مكانه ولم يظهر المشروع . المحاسبة على الصور والعروض والمجسمات هو مفهوم يجاري روح العصر ، فكم من شركات وجهات قدمت لنا مشاريع أبهرتنا بعروضها وأذهلتنا بمجسماتها ورسمت لنا صوراً غاية في الجمال غير أن تلك المجسمات والصور بقيت كما هي ولم يكن لها أثر على أرض الواقع . لقد سئم الناس حفلات التدشين ووضع أحجار الأساس ومشاهدة المجسمات والصور المبهرة ولم تعد هناك مصداقية لديهم في كثير مما يشاهدونه من عروض أو خطط أو دراسات وأصبحت العبرة بالنسبة لهم هو ماسيشاهدونه على أرض الواقع وماسينعكس من تحسن وتطور على مستوى الخدمات العامة التي يجدونها والمشاريع التي يسمعون عنها كل يوم . إن مفهوم المحاسبة بما هو في الواقع هو مفهوم كنا نتمناه منذ زمن طويل فهو مفهوم المصداقية والحقيقة التي لايمكن التشكيك فيها أو إنكارها. [email protected]