وهم فئتان؛ فئة عربية الجنسية وهؤلاء لا ينبغي أن نقول عنهم «أجانب» ولا نقولها قط!! والفئة الأخرى غير العربية وهي الأجنبية متعددة الجنسيات.. وكان السائد أن يقال (الأجنبي) على الفئتين ويمكن اعتبار ذلك من الأخطاء الشائعة والواجب تفاديها تماما والبدء بنشر النطق الصحيح والمقبول!! كما استخدم لفظ (الوافدين) على الجميع وهو في اعتقادي ألطف وأشمل وأكثر لياقة ولباقة ومصداقية من قول الأجانب. وهؤلاء الضيوف الأكارم منهم من أمضى بيننا أكثر مما أمضى من عمره في بلاده!! فمعظم سنوات حياته وشبابه قضاها على أرضنا حتى أصبح سفره إلى بلاد بمثابة اغتراب!!! وما إن يذهب إلى هناك في إجازة حتى يعود مشتاقا بعد أن اعتاد طبيعة الحياة، وألف الوجوه حوله، والأماكن وحتى الأنظمة والممارسات! وبعضهم ما أن يعود إلى بلاده حتى يفتح فمه صارخا بالشكوى والسباب والشتائم وإعلان التذمر من حياة كان يعيشها بيننا وكأنه كان يعيش بين القضبان!! ينتظر فرصة الهرب أن تلوح.. وهؤلاء الناقمون دائما لا يجيبون على سؤال بسيط، ولماذا قعدتم السنوات الطويلة ولم ترحلوا مع أول طائرة مغادرة!! هل يحتاج الإنسان الرشيد العاقل لسنوات كي يكتشف أنه يعيش في مكان تعيس يدفعه دفعا للتخلص من التعاسة!! قد تكون ظروف الحاجة أقوى لكن ليست السعودية وحدها الدولة النفطية التي توجد بها فرص عمل كما أن البقاء المر حصاده مر!! وللخلاص من المرين ليس على الإنسان سوى أن يعرف نفسه وما يقدر عليه يفعله وما فوق طاقته لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فلا يوجد إنسان ممكن أن يعيش فرصة الحياة مرتين!!! فلماذا تضيع منا المرة الواحدة في الحسرات!! قم وغادر ولا تجلس كارها!! فالملاحظ أن الذين يشتمون ويتذمرون لا يغادرون بل يوافقون ويطلبون أيضا تجديد عقودهم مرة واثنتين وثلاثا وتبقى الحقيقة صامدة على مر الأيام، جميع الوافدين الكرام بمختلف جنسياتهم وفئاتهم وأسمائهم ووظائفهم لا يجدون من يعبر عنهم للتعايش مع أهل الأرض الأصليين! ولا يجدون من يقوم بالنيابة عنهم لتفسير مواقفهم مما يجري حولهم، خاصة ما له علاقة بهم كالأنظمة والإجراءات الإدارية وكثير من السفارات أدوارها الاجتماعية محدودة ولا تتحرك إلا عند المصائب والجرائم! والإعلام بكل وسائله لا يقترب منهم ولا يدخل في تفاصيل وجودهم على الأرض لمعرفة احتياجاتهم أو معاناتهم في البقاء واقفين! وظلوا مثل الجزر المعزولة والمتناثرة، موجودين لكن لا تربطنا بهم علاقات ملموسة. وسط هذه الأجواء حادثة مثل التي وقعت لخادمة المدينة تسبب خلخلة في موازين التفكير وإلا هي تحدث مثلها في أكثر البلاد تقدما وديمقراطية ويستحق الجاني عقوبته عليها ولا يحدث مثل ما يجري عندنا من هرج ومرج وتعليقات منشورة يعتقد من خلالها البعيدون أننا مجموعة وحوش متسلطة لا تستحق لقب إنسان وبالطبع هذا غير صحيح فخطيئة امرأة أو جنايتها يقابلها عشرات المواقف المضيئة لكن لا تجد أضواء تسلط عليها.. أعيدوا النظر فيما تقولونه عن أنفسكم فهو سيد الأدلة!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة